الشافعي (١) ، وابن القاسم (٢) ، وأصحابهم ، وما زال بها علم جمّ إلى أن ضعف ذلك باستيلاء العبيديين الرافضة عليها سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة ، وبنوا القاهرة ، وشاع التشيع بها ، وقل الحديث (٣) والسنّة إلى
__________________
(١) هو الإمام المجتهد ، حبر الأمة ، وفقيه الملة ، وتاج العلماء ، وناصر الحديث ، الحجة ، أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع المطّلبي ، الشافعي ، المكي ، صاحب التصانيف في الأصول والفروع. وقد توفي سنة ٢٠٤.
تاريخ بغداد ٢ / ٥٦ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٦١.
(٢) هو الإمام ، الفقيه ، الثقة ، المتقن ، الزاهد ، عالم الديار المصرية أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم العتقي مولاهم المصري ، صاحب الإمام مالك ، وأحد رواة الموطأ عنه ، وهو من أفقه وأعلم تلامذته ، توفي سنة ١٩١.
ترتيب المدارك ٣ / ٢٤٤ ، الديباج المذهب ١ / ٤٦٥ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ١٢٠ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٥٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٥٢.
(٣) لا ريب أن الذي يلعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين نقلوا أخباره صلى الله عليه وسلم إلينا هو ممن يبغض الحديث ، ويكره شيوعه ، وقد كان هذا حال الرافضة من مبدأ أمرهم وإلى يومنا هذا ، فقام حكامهم الظالمون بمحاربة علماء الآثار ، وقتلهم ، وإخراجهم من بلادهم ، وإحراق كتبهم ، وقد أشار الذهبي إلى هذا الفساد من تلك الشرذمة الضالة في كتابه «ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل» فبعد أن سرد أسماء مشاهير النقاد من الطبقة التاسعة الذين انقضت آجالهم قبل نهاية القرن الرابع قال : ـ وذلك في ص ١٩٥ ـ «ومن هذا الوقت تناقص الحفظ وقلّ الاعتناء بالآثار ، وركن العلماء إلى التقليد ، وكان التشيع والاعتزال والبدع ظاهرة بالعراق ، لاستيلاء آل بويه ثمّ ، وبمصر والشام والمغرب لاستيلاء بني عبيد الباطنية ، نسأل الله العافية».
وقال في هذه الرسالة أيضا ، عقب ذكر الطبقة العاشرة ص ١٩٦ ما نصه : «كانت السنة قائمة الدولة بالأندلس وبخراسان ، وقلّ أمرها ، وضعف بمصر ، والشام ، والمغرب وبالعراق ، وما ذاك إلا لظهور دولة الشيعة والعبيدية ، فلله الأمر جميعا».