(ج) اهتمام الوزراء والأمراء والكبراء بإنشاء المراكز العلمية : عني الخلفاء ، والملوك ، والسلاطين باختيار وزرائهم ، وكبار دولتهم ، من أهل العلم والشرف والنباهة ، وقد حرص هؤلاء الرؤساء على التزود من العلم ، ونشره ، والتقرب من أهله ، فبنوا المدارس والمكتبات الخاصة والعامة ، ووقفوا عليها الأوقاف الجليلة.
فوزير الخليفة هارون الرشيد يحيى بن خالد البرمكي الفارسي كانت له ببغداد خزانة كتب حافلة ، وقد كان هذا الوزير زنديقا فهو أول من أدخل كتب الفلسفة إلى ديار الإسلام ، وأمر بتعريبها ، وتبعه على فعلته هذه الخليفة المأمون عفا الله عنه.
ووزير الخليفة المعتصم العالم الكبير محمد بن عبد الملك الزيات كانت له خزانة كتب نفيسة في سرّ من رأى.
ووزير الخليفة المتوكل العالم الفتح بن خاقان كان مغرما بالتقرب من العلماء ، وبالمطالعة ، وجمع الكتب ، وقد عمل له أبو الحسن علي بن يحيى المنجّم خزانة كتب كبيرة جدا ، لكن الكثير من كتبها كان في علوم اليونان الفلاسفة.
ووزير الخليفتين المعتضد ، والمكتفي ، أبو الحسين القاسم بن عبيد الله كانت له خزانة كتب ، ضم إليها مكتبة الإمام أبي العباس أحمد بن يحيى النّحوي المعروف بثعلب.
ووزير الخليفتين المقتفي ، والمستنجد ، العالم ، المتفنن ، أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة ، كانت له خزانة كتب حافلة وقفها على مدرسته ببغداد.
ووزير الخليفة الناصر لدين الله العالم مؤيد الدين أبو المظفر بن القصاب أنشأ مكتبة عظيمة في بغداد.