مدرسة بدمشق ، ووقف خادم نور الدين ريحان الطّواشي المدرسة الريحانية بدمشق ، ووقفت زوجة نور الدين مدرسة بدمشق أيضا ، كما بنت فيها مدرسة زوجة والد نور الدين السّلجوقية.
(د) الدولة الأيوبية : اهتم الوزراء ، والأمراء ، والأعيان في هذه الدولة بإنشاء المعاهد العلمية ، ودور الكتب.
فوزير صلاح الدين القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني العسقلاني ثم المصري بنى المدرسة الفاضلية بالقاهرة ، قال المقريزي : «وكانت هذه المدرسة من أعظم مدارس القاهرة ، وأجلها» (١) ، وقد ضم القاضي إليها مكتبة عظيمة بلغ عدد كتبها ـ فيما قيل ـ ١٢٤٠٠٠ مجلد ، معظمها مأخوذ من خزائن القصور العبيدية. وكان القاضي الفاضل يهتم بجمع الكتب ، وقد بعث الرسل إلى النواحي لابتياعها واستنساخها.
كما بنى القاضي الفاضل مدرسة بدمشق عرفت أيضا بالفاضلية.
وأنشأ مجد الدين البهنسي وزير الملك الأشرف موسى بن العادل مدرسة بصالحية دمشق ، وضم إليها خزانة كتبه.
كما أنشأ الصاحب عز الدين بن القلانسي وزير الأيوبيين دارا للحديث بصالحية دمشق.
وأنشأ الصاحب صفي الدين عبد الله بن علي بن شكر وزير الأيوبيين المدرسة الصاحبية بالقاهرة ، ووقف بها خزانة كتب.
وكان لكل من الوزيرين جمال الدين القفطي ، وأمين الدولة أبي الحسن بن غزال السّامري مكتبة عظيمة ، تحتوي على نفائس الكتب ، كما وقف ابن غزال مدرسة ببعلبك.
وقد أنشأ قاضي حلب بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع المعروف
__________________
(١) المواعظ والاعتبار ٢ / ٣٦٦.