خراسان دبرة (١) دبرة فإن (٢) رأى أمير المؤمنين أن يضمّها إلى العراق فأسرّح إليها الحكم بن الصلت ، فإنه قد كان مع الجنيد وولي جسيم أعمالها ، فأعمر بلاد أمير المؤمنين بالحكم ، وأنا باعث بالحكم بن الصّلت إلى أمير المؤمنين فإنه لبيب (٣) أريب ونصيحته لأمير المؤمنين مثل نصيحتنا ومودتنا أهل البيت.
فلما أتى هشاما كتابه بعث إلى دار الضيافة ، فوجد فيها مقاتل بن علي السّغدي ، فأتوه به ، فقال : أمن أهل خراسان أنت؟ قال : نعم ، وأنا صاحب الترك ـ قال : وكان قدم على هشام بخمسين ومائة من الترك ـ فقال : هل تعرف الحكم بن الصلت؟ قال : نعم ، قال : فما ولي بخراسان؟ قال ولي قرية يقال لها الفارياب ، خراجها سبعون ألفا ، فأسره الحارث بن شريح (٤) ، قال : ويحك ، فكيف أفلت منه؟ قال : عرك أذنه ، وقفده (٥) وخلّى سبيله ، قال : فقدم عليه الحكم بعد بخراج العراق ، فرأى له جمالا وبيانا ، فكتب إلى يوسف : إن الحكم قدم وهو على ما وصفت وفيما قبلك له سعة وخلّ الكنانيّ وعمله ـ يعني نصر بن سيار أمير خراسان ـ.
١٦٨٩ ـ الحكم بن ضبعان بن روح بن زنباع الجذامي
من أهل فلسطين غلب عليها حين هرب مروان بن محمّد من جيوش بني العباس ، ولم يمكنه المقام بها ، وتابع عبد الله بن علي ، فلما قتل مروان أرسل صالح بن علي أبا عون عبد الملك بن يزيد ومحمّد بن الأشعث الخزاعي إلى الحكم بن ضبعان فهرب إلى بعلبك فدلّ عليه فأخذ فبعث به عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام أمير دمشق إلى صالح بن علي فقتله ، ذكر ذلك أبو محمّد عبد الله بن سعد القطربلي فيما حكاه عن غيره ، ونقلته من خطه.
__________________
(١) الدبرة بالتحريك قرحة الدابة.
ودبرت فهي دبرة كفرحة أي أنها موطن القلاقل.
(٢) عن الطبري وبالأصل بأن.
(٣) في الطبري : أديب أريب.
(٤) الطبري : سريج.
(٥) بالأصل «فقده» وإعجامها مضطرب في م : تقرأ : «فقده» وقد تقرأ : «قفده» والصواب ما أثبت : «قفده» ، والقفد : صفع الرأس ببسط الكف.