حمدية
١٧٣٧ ـ حمديّة الخشّاب المصري
قدم دمشق ، حكى عنه ابنه علي.
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري ، إجازة ، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم الأبهري ـ بقراءتي عليه ـ قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري الفقيه المالكي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن علي بن فهر ـ مذاكرة في المسجد الحرام ـ قال : اجتمعنا بمصر في منزل أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن حمدون الرجل الصالح ، ومعنا شاب جميل عفيف يقال له علي بن حمديّة الخشاب ، وكان حسن الصوت بالقرآن فتذاكرنا حبّ الصحابة وفضائلهم وبغض الروافض وكفرهم ، فحدّثنا عن أبيه حمديّة أنه أخبره ، قال : كنت كثير التخليط في شبيبتي مرتكبا للمعاصي ، وكنت مخالطا لغلام حدث على ريبة ، فوجدت عليه يوما موجدة شديدة لرؤيتي له مع غيري.
فلما خلوت معه حملني الغيظ عليه أن قتلته وقطعت أعضاءه وجعلته في مكتل (١) ورميت به في النيل ، وكان أبواه (٢) قد عرفا صحبته إياي ، وكانا لا يمنعاه مني مخافة عليه مني ، فلما فقداه سألاني عنه ، فقلت لهما : ما لي به علم ، فقالا : نخشى أنك قتلته ، فقلت لهما : لم أفعل ولقد ذهب مع [غيري](٣) وأنا اجتهد في طلبه حيث أطمع به.
__________________
(١) مكتل كمنبر زنبيل يسع خمسة عشر صاعا ، (قاموس).
(٢) الأصل «أبوه» والصواب عن م.
(٣) مطموسة بالأصل ، والمثبت بين معكوفتين عن م.