يقاتل بهم أعداءه وهم قيس ، يا أبا الدرداء إنّ آخر من يقاتل عن الإسلام حين لا يبقى إلّا ذكره ، ومن القرآن إلّا رسمه لرجل من قيس» قال : قلت : يا رسول الله من أي قيس؟ قال : «من سليم» [٣٨٢٠].
١٨٤٣ ـ حيّاش ـ ويقال : جيّاش ـ بن قيس بن الأعور بن قشير
ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري (١)
فارس ، أدرك أيام النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يره ، وشهد يوم اليرموك ، وأبلى فيه بلاء حسنا ، له ذكر.
ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام ، قال : حيّاش بن قيس قتل باليرموك فيما تزعم قيس ألف رجل ، وقطعت رجله فلم يشعر بها حتى رجع إلى منزله.
وذكره أبو محمّد بن حزم ، فقال : جيّاش بالجيم ، وهو الذي وصل نسبه إلى قشير ، وما أظن نسبه متصلا بهؤلاء الآباء ولعله أسقط من آبائه بعضهم.
وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر ، قال : قال هشام بن الكلبي : شهد اليرموك جيّاش بن قيس القشيري ، فقتل من العلوج خلقا (٢) وقطعت رجله وهو لا يشعر ثم جعل ينشدها فقال سوار بن أوفى (٣) :
ومنا ابن عتّاب وناشد (٤) رجله |
|
ومنا الذي أدّى إلى الحيّ حاجبا |
يعني حاجب بن زرارة ، والذي أداه يعني ذا الرقيبة ، كان أسر حاجب بن زرارة يوم شعب جبلة (٥).
__________________
(١) ترجم له في الإصابة ١ / ٣٨٣ باسم «حياض» وذكره ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص ٢٩٠ باسم جيّاش.
(٢) زيد في الإصابة : «يقال : ألف رجل» ، وفي ابن حزم : فيقال إنه قتل بيده ألف نصراني.
(٣) الإصابة : سوار بن أبي أوفى.
(٤) في مختصر ابن منظور ٧ / ٢٩٤ «وناشر» وقبله : ينشدها بالراء في الموضعين.
(٥) جبلة بالتحريك اسم لعدة مواضع منها «شعب جبلة» الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر وتميم وعبس وذبيان وفزارة وجبلة هذه : هضبة حمراء بنجد بين الشريف والشرف (ماءان لبني نمير ولبني كلاب).
وكان يوم جبلة من أعظم أيام العرب وأذكرها وأشدها ، وكان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة.