وقال عبد الملك بن المهلب ، وكان على شرطته : تدري من هذا؟ قال من هذا ، قال : هذا المتكلم (١) يوم الجمعة ، قال : فغضب الحكم ، وقال : أما إنك لجريء ، خذاه قال : فأخذت فضربني أربع مائة سوط ، فما دريت حتى تركني من شدة ما ضربني ، قال : وبعثني إلى واسط فكنت في ديماس (٢) الحجاج حتى مات الحجاج.
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن علي البيّع ، أنا أبو الحسن بن رزقوية ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ـ إجازة ـ أنا الحارث بن أبي أسامة ، أنا أبو الحسن المدائني ، قال : الحاكم (٣) بن أيوب من ولد أبي عقيل الثقفي ، كان عاملا للحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل ، واستعمل على العراق رجلا من بني مازن يقال له جرير بن بيهس ولقبه الفطرق فخرج الحكم يوما إلى العراق متنزها فأتى بغدائه وكان بخيلا فدعا الفطرق فتغدى معه ، فتناول الفطرق دراجة فانتزع فخذها وناولها غلاما له ، وقال : دونك يا قائد ، فعزله الحكم واستعمله على العرق نويرة ، فقال نويرة للفطرق وهو ابن عمه :
قد كان بالعرق صيد لو قنعت به |
|
به غنى لك عن دراجة الحكم |
وفي عوارض ما ينفك تأكلها |
|
لو كان يشفيك لحم الجزر من قرم |
وفي وطاب مملاة متممة |
|
منها الصريف الذي يشفي من السقم |
بلغني أن الحكم بن أيوب قتله صالح بن عبد الرّحمن الكاتب مع جماعة من آل الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل في العذاب على إخراج ما اختزلوه (٤) من الأموال بأمر سليمان بن عبد الملك في خلافته (٥).
١٦٨٤ ـ الحكم بن ثابت القرشي
من ساكني السقي من ظاهر دمشق ، له ذكر ، ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز.
١٦٨٥ ـ الحكم بن جرو ـ أو : حزن ـ القيني
قدم على هشام بن عبد الملك في وفد أوفده إليه يوسف بن عمر من العراق.
__________________
(١) بالأصل «المتكم» والمثبت عن م.
(٢) الديماس بكسر الدال وفتحها ، سجن للحجاج لظلمته (قاموس).
(٣) كذا ورد بالأصل هنا ، وهو «الحكم» صاحب الترجمة والمثبت عن م.
(٤) الاختزال : الانفراد والحذف والاقتطاع ، واختزل الوديعة : خان فيها.
(٥) في الوافي بالوفيات : قتلته بعد التسعين للهجرة.