١٧٢٠ ـ حلحلة بن قيس بن الأشيم
ابن يسار (١) بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سميّ
ابن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض الفزاري القيسي
قدم به دمشق أسيرا في أيام عبد الملك بن مروان ، وكان سبب ذلك أن حربا جرت بين كلب وقيس كان الظفر فيها لكلب (٢) ، وودا عبد الملك من أصيب من قيس من أعطيات قضاعة فلما أخذت فزارة الدية اشترت بها الخيل والسلاح ، ثم أغارت على ما يدعى «بنات قين» (٣) ، وعلى قيس يومئذ سعيد بن أبان بن حذيفة بن بدر وحلحلة بن قيس ، هذا ، وهو أحد بني العشراء (٤) فقتلوا جماعة من كلب.
فلما ولّى عبد الملك الحجاج كتب إليه فبعث إليه سعيد بن أبان بن عيينة وحلحلة بن قيس ، فلما قدم بهما عليه قذفهما في السجن ثم أخرجهما عبد الملك ، ودفع حلحلة إلى بعض بني عبد ودّ ، ودفع سعيد بن أبان بن عيينة إلى بني عليم (٥) ، وأقبل عليهما عبد الملك ، فقال : ألم تأتياني فتستعدياني فأعديتكما وأعطيتكما الدية ، ثم انطلقتما فأخفرتما ذمتي وصنعتما ما صنعتما ، فكلّمه سعيد بكلام يستعطفه فيه ، قال : فضرب حلحلة صدره وقال : أترى خضوعك لابن الزرقاء نافعك عنده؟ فغضب عبد الملك ، وقال اصبر حلحلة ، فقال له :
أصبر من عود بجنبيه جلب (٦)
__________________
(١) ابن حزم ص ٢٥٨ : «سيار» ولفظة «الأشيم» سقطت من عامود نسبه فيها. وانظر الأغاني ١٩ / ٢٠٤.
(٢) وذلك في يوم العاه حيث كان حميد بن حريث بن بجدل الكلبي اختلق سجلا على لسان عبد الملك بن مروان على صدقات بني فزارة ، فقدم عليهم بالعاه فقتلهم (انظر معجم البلدان بنات قين ـ وجمهرة ابن حزم ص ٢٥٨ ، والأغاني ١٩ / ١٩٩ وما بعدها).
(٣) بنات قين : اسم موضع بالشام في بادية كلب بن وبرة بالسماوة ... وكانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا الماء في أيام عبد الملك بن مروان وقعة مشهورة.
(٤) بنو العشراء : قوم من فزارة.
(٥) وكان قد قتل على بنات قين من بني عبد ود تسعة عشر رجلا ، وقتلوا من بني عليم خمسين رجلا. كما يفهم من عبارة الأغاني.
(٦) الرجز في الأغاني ١٩ / ٢٠٥.