بلغ عمر أنه لا يدخر في بيته من الحاجة فبعث إليه بعشرة آلاف فجعل يفرقها صررا قال : فما أبقى منها إلّا شيئا يسيرا فقالت امرأته : إلى أين تذهب بهذه؟ قال : أذهب بها بربح لنا فيها قال : فلما نفذ الذي كان عندهم قالت له امرأته : اذهب إلى بعض أولئك الذين أعطيتهم فخذ من أرباحهم قال : نعم وجعل يماطلها (١) فلما طال ذلك قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«لو أن حوراء اطّلعت إصبعا من أصابعها لوجد ريحها كل ذي روح ، فأنا أدعها لكن لا والله لأنتن أحرى أن أدعكن لهن منكن لهن» [٤٧٥٢].
أخبرنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، نا سليمان بن أحمد ، نا علي بن عبد العزيز ، نا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، نا مسعود بن سعد ، ح.
قال (٣) : ونا أبو عمرو بن حمدان ، نا الحسن بن سفيان ، نا إسحاق بن إبراهيم ، نا جرير قالا : نا يزيد بن أبي زياد ، ح.
قال : ونا محمّد بن أحمد بن الحسن ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا عبد الحميد بن صالح ، نا أبو معاوية ، عن موسى الصغير قالا : عن عبد الرّحمن بن سابط الجمحي قال
دعا عمر بن الخطاب رجلا من بني جمح يقال له سعيد بن عامر بن حذيم فقال له : إني مستعملك على أرض كذا وكذا ، فقال : لا تفتنّي يا أمير المؤمنين ، قال : والله لا أدعك ، قلدتموها في عنقي وتتركوني! فقال عمر : ألا نفرض لك رزقا؟ فقال : قد جعل الله في عطائي ما يكفيني دونه ، أو فضلا على ما أريد قال : وكان إذا خرج عطاؤه ابتاع لأهله قوتهم ، وتصدّق ببقيته فتقول له امرأته : أين فضل عطائك؟ فيقول : قد أقرضته ، فأتاه ناس فقالوا : إن لأهلك عليك حقا ، وإن لأصهارك عليك حقا ، فقال : ما أنا بمستأثر عليهم ولا بمستلمس (٤) رضا أحد من الناس اطلب الحور العين لو اطلعت خيرة من خيرات الجنة لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس ، وما أنا بمتخلف عن العنق الأوّل
__________________
(١) بالأصل : يمالطها ، والصواب ما أثبت عن م.
(٢) حلية الأولياء ١ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧.
(٣) القائل أبو نعيم الحافظ كما يفهم من عبارة الحلية.
(٤) الحلية : بملتمس.