بعد أن سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«يجمع الله الناس للحساب ، فيجيء فقراء المؤمنين يرفّون كما يرفّ الحمام (١) فيقال لهم : قفوا للحساب ، فيقولون : ما عند ما حساب ، ولا آتيتمونا شيئا ، فيقول ربهم : صدق عبادي فيفتح لهم باب الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاما» [٤٧٥٣].
لفظ حديث جرير ، وقال موسى الصغير في حديثه : فبلغ عمر أنه تمرّ به كذا وكذا لا يدّخر (٢) في بيته ، فأرسل إليه عمر مالا (٣) فأخذه وصرّه صررا فتصدّق به يمينا وشمالا ، وقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«لو أن حوراء اطلعت أصابعها لوجد ريحها كل ذي روح» فأنا أدعهن لكنّ ، والله لأنتن أحرى أن أدعكن لهن منهن لكن.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو علي الحسن بن حبيب ، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغدادي ، نا محمّد بن يحيى ، نا عبد الله بن نوح ، نا مالك بن دينار ، عن شهر بن حوشب قال (٤) :
لما قدم عمر حمص أمرهم أن يكتبوا له فقراءهم ، فرجع (٥) الكتاب ، فإذا فيه سعيد بن عامر قال : من سعيد بن عامر؟ قالوا : يا أمير المؤمنين أميرنا ، قال : وأميركم فقير؟ قالوا : نعم ، فعجب ، فقال : كيف يكون أميركم فقيرا أين عطاؤه أين رزقه؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ، لا يمسك شيئا ، قال : فبكى عمر حتى عمد إلى ألف دينار فصرّها وبعث بها إليه وقال : أقرءوه مني السلام وقولوا (٦) له : بعث بها إليك أمير المؤمنين ، فاستعن بها على حاجتك ، قال : فجاء بها إليه الرسول فنظر إليها فإذا هي دنانير فجعل يسترجع ، فقالت له امرأته : ما شأنك؟ أصيب أمير المؤمنين؟ قال : أعظم ، قال : فظهرت آية؟ قال : أعظم من ذلك ، قالت : فأمر من السّاعة؟ قال : بل أعظم من ذلك ،
__________________
(١) في الحلية : يزفون كما تزف الحمام.
(٢) كذا رسمها بالأصل وفي الحلية وم : يدخن.
(٣) بالأصل : «مال» والصواب عن الحلية ، وفي م : بمال.
(٤) الخبر نقله ابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ٢٤٢ من طريق أبي محمد القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي عن أبيه (يعني ابن عساكر).
(٥) أسد الغابة : فرفع الكتاب.
(٦) بالأصل : قالوا ، والمثبت عن أسد الغابة.