قالت : فما شأنك؟ قال : الدنيا أتتني الفتنة أتتني ، حتى حلت عليّ. قالت : فاصنع فيها ما شئت ، قال لها : عندك عون؟ قالت : نعم ، قال : ائتني به ، قال : وأتته بخمارها فصرّ الدنانير (١) فيها صررا ثم جعلها في مخلاة ثم بات يصلي حتى إذا أصبح ، ثم اعترض بها جيشا من جنود المسلمين فأمضاها كلها ، فقالت له امرأته : لو كنت حبست منها شيئا تستعين به ، فقال لها : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«لو اطّلعت امرأة من نساء الجنة إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك» فإني والله ما أختار عليهن ، فسكتت (٢) [٤٧٥٤].
ورواه حسان بن عطية ، عن سعيد فرفعه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح الحلي ، أنا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى المصّيصي ، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم قال : سمعت ابن المبارك ، عن الأوزاعي حدّثني حسان بن عطية : أن سعيد بن عامر قال : لو أن خيرة من خيرات الحسان اطّلعت من السماء لأضاءت لها الأرض ، ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر ، ولنصيف (٣) نكساه خير من الدنيا وما فيها ، وقال لامرأته : ولأنت أحق أن أدعك لهن ، من أن أدعهن لك.
ورواه يحيى البابلتّي (٤) ، عن الأوزاعي في قصة طويلة.
أنبأنا بها أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الله (٥) ، نا محمّد بن معمر ، حدّثني أبو شعيب الحرّاني ، نا يحيى بن عبد الله الحرّاني ، نا الأوزاعي ، حدّثني حسان بن عطية قال :
لما عزل عمر بن الخطاب معاوية بن أبي سفيان عن الشام بعث سعيد بن عامر بن
__________________
(١) رسمها مضطرب وصورتها : «بصانير» كذا بالأصل وم ، والمثبت عن أسد الغابة.
(٢) قوله : «فسكتت» سقطت من أسد الغابة.
(٣) النصيف : الخمار ، قال أبو سعيد : ثوب تتجلل به المرأة فوق ثيابها كلها ، سمي نصيفا لأنه نصف بين الناس وبينها فحجز أبصارهم عنها (اللسان : نصف).
(٤) رسمها بالأصل وم : «البابلي» خطأ والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ، واسمه يحيى بن عبد الله بن الضحاك بن يابلت ، أبو سعيد الأموي الحراني ، ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٣١٨.
(٥) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥.