أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، نا زهير بن معاوية ، نا إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر قال :
أمّر عمر سعيد بن عامر على جيش فقال : اللهم إن (١) لم أسلط سعيد بن عامر على أشعارهم ولا على أبشارهم ولكن أمّرته أن يجاهد بهم عدوهم ، ويعدل فيهم ، ويقسم فيأهم بينهم ، فقال سعيد بن عامر لعمر : يا أمير المؤمنين اخش الله في الناس ولا تخشى الناس في الله ، وأحب للمسلمين ما تحب لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، والزم الأمر ذا الحجة يعنك الله على أمرك ويكفك ما أهمّك ، وأقم وجهك وقضاءك لمن استرعاك الله أمره تقريب المسلمين وبعيدهم ولا تقض في الأمصار قضاءين فيختلف عليك رأيك وتنزع عن الحق ، وخض الغمرات إلى الحق حيث علمته ، ولا تخف في الله لومة لائم ، فإنّ خير القول ما تبعه الفعل ، فقال عمر : ومن يطيق هذا يا سعيد بن عامر؟ قال : من وضع الله في عنقه ما وضع في عنقك من أمر المسلمين ، إنما عليك أن تقول فيتبع قولك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (٢) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور قالا : أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا عبد الأعلى بن حمّاد ، نا أبو داود بن عبد الرّحمن العطار ، عن يحيى بن سعيد ، نا ابن أبي حسين ، عن مكحول :
أن سعيد بن عامر بن حذيم قال لعمر بن الخطاب : أريد أن أوصيك أن تخش الله في الناس ولا تخشى الناس في الله (٣) ولا يختلف فعلك وقولك ، فإن خير القول ما صدّقه الفعل ، ولا تقض في أمر بقضاءين فيختلف عليك أمرك وتزيغ عن الحق ، خذ بالأمر ذي الحجة تأخذ الفلج أو الفلج (٤) ، ويعينك الله على أمرك ، وأقم وجهك لقريب
__________________
(١) كذا ، ولعله : إني.
(٢) بالأصل «الزرقي» خطأ والصواب ما أثبت عن م وقياسا إلى سند مماثل ، وانظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص ٢٢ و٥٦ وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٦٣١.
(٣) بالأصل : ولا تخشى الله في الناس ، وفوق : الله والناس علامتان تشيران إلى تقديم وتأخير ، وهو ما أثبتناه. وفي م وردت صوابا.
(٤) كذا بالأصل وم.