الناس وبعيدهم ، وأحب لهم ما تحب لنفسك ولأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك ولأهل بيتك ، وخض الغمرات في الحق ، ولا تخف في الله لومة لائم.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني ، نا سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، حدّثني أبو طوالة عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمر بن حزم أن مكحولا أخبره :
أن سعيد بن عامر بن حذيم الحجبي (١) من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعمر بن الخطاب : إني أريد أن أوصيك يا عمر ، قال : أجل ، فأوصني ، قال : أوصيك أن تخشى الله في الناس ، ولا تخشى الناس في الله ، ولا يختلف قولك وفعلك ، فإن خير القول ما صدقه الفعل ، ولا تقض في أمر واحد بقضاءين فيختلف عليك أمرك وتزيغ عن الحق ، وخذ بالأمر ذي الحجة تأخذ بالفلج ويعنك الله ويصلح رعيتك على يديك ، وأقم وجهك وقضاءك لمن ولّاك الله أمرك من بعيد المسلمين وقريبهم ، وأحبّ لهم ما تحب لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، وخض الغمرات إلى الحق ، ولا تخف في الله لومة لائم ، فقال عمر : من يستطيع ذلك؟ فقال سعيد : مثلك من ولاه الله أمر أمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم ثم لم يحل بينه وبينه أحد.
أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال.
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم المقرئ ، أنا أبو الفرج الإسفرايني ، أنا علي بن منير بن أحمد قالا : أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله الذّهلي القاضي ، نا موسى بن هارون أبو غسان ، نا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن رجل : أن عمر بن الخطاب أجاز سعيد بن عامر بألف دينار (٢).
أخبرنا أبو بكر الحاسب ، أنا أبو محمّد الشيرازي ، أنا أبو عمر الخزّاز ، أنا أبو الحسن الخشّاب ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا معن بن عيسى ، نا موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب أجاز رجلا بألف دينار ـ ابن
__________________
(١) كذا بالأصل : الحجبي ، وصوابه : الجمحي كما في م.
(٢) في م : دثير.