حذيم الحجبي (١) ـ وكان فاضلا ، قال معن : وقد ذكر موسى بن علي من فضل ابن حذيم وصدقته ما هو أهل أن يجاز بألف دينار في حديث طويل.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن حسن ، حدّثني يزيد بن هارون ، عن رجل قد سمّاه ، قال : ذكر عمر بن الخطاب الفقراء فقال : إن سعيد بن عامر لمنهم ، فأرسل إليه بألف دينار فأخذها وقال لامرأته : هل لك أن نضعها موضعا إذا احتجنا إليها وجدناها فقالت : نعم فصرّوها صررا ، وكتب فيها : كلوا هنيئا فجعل يأتي أهل البيت الذي يرى أنهم فقراء فيلقيها إليهم حتى أنفذها قال : فلمّا احتاجوا ، قالت امرأته : لو جئتنا من تلك الدنانير فأنفقناها فجعل يسوقها ، فقالت : أراك والله قد فعلت ، قال : أجل والله لقد فعلت ، وقد بلغني أن فقراء المهاجرين يدعون قبل أغنيائهم بخمس مائة عام ، وما أحبّ أن لي الدنيا وما عليها وأي من الزمرة الآخرة ولقد بلغني أن المرأة من الحور العين لو أشرقت على أهل الدنيا لملأت الدنيا ريح المسك ، ولأن أدعكن لهن أحبّ إليّ من أن أدعهن لكن.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، أنا أحمد بن محمّد ، أنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنا الهيثم بن كليب الشاشي ، نا محمّد بن عبيد الله بن المنادي ، نا أبو بدر ، نا عبد الرّحمن بن زياد ، نا عبد الله بن يزيد :
أن عمر بن الخطاب سأل عاملا له على حمص يقال له سعيد بن عامر ، فقال له عمر : ما لك من المال؟ قال : سلاحي ، وفرسي ، وأبغل أغزو عليها ، وغلام يقوم عليّ ، وخادم لا مرأتي ، وسهم يعدّ في المسلمين. فقال له عمر : ما لك غير هذا؟ قال : حسبي هذا ، هذا كثير ، فقال له عمر : فلم يحبّك أصحابك؟ قال : أواسيهم بنفسي ، وأعدل عليهم في حكمي ، فقال له عمر : خذ هذه الألف دينار فتقوّ (٢) بها قال : لا حاجة فيها أعط من هو أحوج إليها مني ، فقال عمر : على رسلك حتى أحدثك (٣) ما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم إن شئت فاقبل ، وإن شئت فدع : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عرض عليّ شيئا ،
__________________
(١) كذا ، والصواب الجمحي كما في م.
(٢) بالأصل : فتقوى.
(٣) بالأصل : أخذتك ، والصواب ما أثبت عن م وانظر مختصر ابن منظور ٩ / ٣٢٣.