التفسير : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا) الآية (١). قال : نزلت هذه الآية في سلمان الفارسي ، وكان من أهل جندي سابور (٢) من أشرافهم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، نا أحمد بن حفص بن عمر ، نا أحمد بن أبي روح ، نا يزيد بن هارون ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قيل : يا رسول الله عن من نكتب العلم بعدك؟ قال :
«عن علي وسلمان».
قال ابن عدي : وهذا الحديث بهذا الإسناد لم نكتبه إلّا من حديث أحمد بن أبي روح ، ولا يتابع عليه.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر ، أنا أبو عمر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، أنا ابن عون ، عن محمّد بن سيرين قال :
دخل سلمان على أبي الدرداء في يوم جمعة فقيل له : هو قائم ، قال : فقال : ما له؟ قالوا : إنه إذا كان ليلة الجمعة أحياها ويصوم يوم الجمعة قال : فأمرهم فصنعوا طعاما في يوم جمعة ثم أتاهم فقال : كل ، قال : إني صائم. فلم يزل به حتى أكل ثم أتيا النبي صلىاللهعليهوسلم فذكرا له ذلك فقال النبي صلىاللهعليهوسلم :
«عويمر سلمان أعلم منك ، ـ وهو يضرب بيده على فخذ أبي الدرداء ـ عويمر سلمان أعلم منك ـ ثلاث مرات ـ لا تخصّ ليلة الجمعة بقيام بين الليالي ولا تخصّ يوم الجمعة بصيام بين الأيام» [٤٨٤٥].
كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية : ٦٩.
(٢) مدينة بخوزستان ، بناها سابور بن أردشير فنسبت إليه وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده (ياقوت).
(٣) الكامل في ضعفاء لرجال ١ / ١٩٥ في ترجمة أحمد بن أبي روح وانظر ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ١٥٨.
(٤) طبقات ابن سعد ٤ / ٨٥ ونقله الذهبي في سير الأعلام مختصرا ١ / ٥٤٣ من طريق إسحاق الأزرق ، وانظر تخريجه فيه.