وهب» ، فقال : لا والله لا أنزل حتى تبين ، قال : «فلك تسيير أربعة أشهر» ـ وكذا ذكر الواقدي بإسناد غير هذا متصل ـ [٥١٨١].
أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، نا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حية ، نا محمّد بن شجاع البلخي ، ثنا محمّد بن عمر الواقدي (١) ، حدّثني ابن أبي سبرة عن موسى بن عقبة ، عن أبي حبيبة مولى الزبير ، عن عبد الله بن الزبير قال : لما كانت يوم الفتح أسلمت امرأة صفوان بن أمية البعوم بنت المعذّل ـ من كنانة ـ وأما صفوان بن أمية فهرب حتى أتى الشعيبة (٢) وجعل يقول لغلامه يسار وليس معه غيره : ويحك انظر من ترى؟ قال : هذا عمير بن وهب ، قال صفوان : ما أصنع بعمير ، والله ما جاء إلّا يريد قتلي ، قد ظاهر محمّدا عليّ ، فلحقه فقال : يا عمير ما كفاك ما صنعت بي؟ حملتني دينك وعيالك ، ثم جئت تريد قتلي ، قال : أبا وهب قد جعلت فداك ، جئتك من عند أبرّ الناس وأوصل الناس ، وقد كان عمير قال لرسول الله : سيد قومي ، خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر ، وخاف أن لا تؤمنه ، فأمنه فداك أبي وأمي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد أمنته» فخرج في أثره فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أمّنك ، فقال صفوان : لا والله لا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خذ عمامتي» ، قال : فرجع عمير إليه بها وهو البرد الذي دخل فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ معتجرا (٣) به برد حبرة (٤) فخرج عمير في طلبه الثانية حتى جاءه بالبرد ، فقال : أبا وهب جئتك من عند خير الناس ، وأوصل الناس ، وأبرّ الناس ، وأحلم الناس ، مجده مجدك ، وعزّه عزّك ، وملكه ملكك. ابن أمك وأبيك ، اذكرك الله في نفسك. قال له : أخاف أن أقتل [قال : دعاك](٥) إلى أن تدخل في الإسلام ، فإن رضيت وإلّا سيرك شهرين ، فهو أوفى الناس وأبرّهم وقد بعث إليك ببرده الذي دخل به معتجرا تعرفه؟ قال : نعم ، فأخرجه ، فقال : نعم هو هو ، فرجع صفوان حتى انتهى إلى
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ / ٨٥١ وما بعدها.
(٢) بالأصل : الشعبية ، والمثبت عن الواقدي ، وفي ياقوت : الشعبية : مرفأ السفن من ساحل بحر الحجاز ، وهو كان مرفأ مكة ومرسى سفنها قبل جدة.
(٣) الاعتجار بالعمامة وهو أن يلفها على رأسه ويرد طرفها على وجهه ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه (النهاية)
(٤) الحبرة : ضرب من ثياب اليمن.
(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن الواقدي.