هاشم ، فخرج سهم العبّاس وهو غلام (١) ، فإذا جاء أبو طالب هزمت قيس ، وإذا لم يجيء هزمت كنانة ، فقالوا : لا أبا لك لا تغب.
وأمّا عمّارة المسجد فإنها والسقاية كانت للعبّاس بن عبد المطّلب ، فأمّا السّقاية فإنها معروفة ، وأمّا العمّارة فإنهم لا يدع أحدا يستبّ في المسجد الحرام ، ولا يقول فيه هجرا يحملهم على عمّارته بالخير ، لا يستطيعون لذلك امتناعا. لأنه قد أجمع ملأ قريش على ذلك فهم له أعوان ، وكانت العقاب عند أبي سفيان راية الرئيس ، وكانت العقاب إذا كانت عند رجل أخرجها إذا حمشت الحرب ، قال : أجمعت قريش علي ، أعطوه إياه ، وإن لم يجمعوا على أحد رأسوا صاحبها.
وكانت الرّفادة إلى الحارث بن عامر بن نوفل والرفادة : ما كانت تخرج قريش من أموالها في رفد منقطع الحاج ، وكانت المشورة إلى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد ، وقتل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الطائف. والمشورة : أن قريشا لم يجمعوا على أمر إلّا عرضوه عليه ، فإن وافق رأيهم رأيه سكت وإلا شغب فيه ، فكانوا له إخوانا حتى يرجعوا عنه.
وكانت سدانة البيت واللواء إلى عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزّى والسّدانة : الخزانة مع الحجابة ، وكانت الأشناق إلى أبي بكر الصّديق ، والأشناق : الديات ، كان إذا حمل شيئا فسأل فيه قريشا صدقوه ، وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه أبو بكر ، فإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
وكانت القبة والأعنة إلى خالد بن الوليد ، فأمّا الأعنة فإنه كان يكون على خيول قريش في الجاهلية في الحروب ، وأمّا القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيوش.
وكانت السفارة إلى عمر بن الخطاب ، إن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيرا ، وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافرا ومفاخرا ورضوا به ، وكانت الحكومة والأموال المحجرة إلى الحارث بن قيس بن عدي ، والأموال التي يغنموا لآلهتهم ، وكانت الأيسار إلى صفوان بن أمية ، والأيسار : الأزلام ، وكان لا يسبق بأمر
__________________
(١) بعدها في مختصر ابن منظور : فأجلسوه على ترس. وكان أبو طالب يحضرها ، وكان النبي صلىاللهعليهوسلم يجيء معه وهو غلام ...