يخشى الله عزوجل ، فجلست إليه ، فقلت : أنت صفوان؟ قال : نعم ، فسألته.
قال : وثنا يعقوب (١) ، نا أبو بكر ، نا سفيان قال : حجّ صفوان بن سليم وليس معه إلّا سبعة دنانير فاشترى بها بدنة ، فقيل له في ذلك ، فقال : إنّي سمعت الله يقول : (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ)(٢).
أنبأنا أبو علي الحداد ، [أنبأ أبو نعيم](٣) نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، نا محمّد بن إسحاق السّراج ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : قال لي علي بن عبد الله المديني : كان صفوان : ذكر عنه عبادة وفضلا (٤).
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن عمر بن شبويه ، أنا أبو سعيد الصيرفي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الصّفار ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني قدامة بن محمّد الخشرمي ، نا محمّد بن صالح التمّار ، قال (٥) :
كان صفوان بن سليم يأتي البقيع في الأيام ، فيمرّ بي ، فاتبعته (٦) ذات يوم وقلت : والله لأنظرن ما يصنع ، فقنّع رأسه وجلس إلى قبر منها ، فلم يزل يبكي حتى رحمته ، قال : ظننت أنه قبر بعض أهله ، قال : فمرّ بي مرة أخرى فاتبعته فقعد إلى جنب غيره ، ففعل مثل ذلك ، فذكرت ذلك لمحمّد بن المنكدر ، وقلت : إنما ظننت أنه قبر بعض أهله ، فقال محمّد : كلهم أهله وإخوته ، إنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات كلما عرضت له قسوة ، جعل محمد بن المنكدر بعد يمر بي فيأتي البقيع فسلمت عليه ذات يوم ، فقال : أما نفعتك موعظتك موعظة صفوان؟ قال : فظننت أنه انتفع بما ألقيت إليه منها.
أخبرنا أبو سعد ، أنا أبو نصر ، أنا أبو سعيد الصيرفي ، أنا أبو عبد الله الصّفار ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد ـ هو ابن الحسين ـ نا محمّد بن يعلى.
__________________
(١) الخبر في المصدرين السابقين ، وباختصار في حلية الأولياء ٣ / ١٦٠.
(٢) سورة الحج ، الآية : ٣٦.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة لازمة منا للإيضاح ، والخبر في حلية الأولياء ٣ / ١٥٩ ـ ١٦٠.
(٤) عن الحلية وبالأصل : وفضل.
(٥) الخبر في تهذيب الكمال ٩ / ١١٢ وسير الأعلام ٥ / ٣٦٦ من طريق قدامة بن محمد الخشرمي.
(٦) عن المصدرين السابقين وبالأصل : فاتبعه.