صفوان أن الدّرداء ابنة أبي الدّرداء كانت تحته فقدم عليهم الشام ، فوجد أم الدّرداء [ولم يجد](١) أبا الدّرداء في المنزل ، فقالت له أم الدّرداء : أتريد الحج؟ قال : نعم ، قالت : فادع الله لنا بخير ، فإن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يقول : «إنّ دعوة المرء المسلم تستجاب لأخيه بظهر الغيب ، عند رأسه ملك موكل ، فإذا دعا لأخيه قالت الملائكة : ولك بمثل» قال : فحدثت أبا الدّرداء في السّوق ، فقال لي مثل ما قالت أم الدّرداء يأثره عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، كذا قال ، وإنما هو فلقيت أبا الدّرداء [٥١٩١].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو محمّد عبد الجبار (٢) ، وأبو علي عبد الحميد ، ابنا محمّد بن أحمد الخواريان (٣) قالوا : أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني ، نا يعلى بن عبيد ، نا عبد الملك ـ يعني ابن أبي سليمان ـ عن أبي الزبير ، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان وكانت تحته الدّرداء ، قال :
أتيت الشام ، فأتيت أبا (٤) الدّرداء فلم ألقه ولقيت أم الدّرداء ، فقالت : تريد الحجّ العام؟ قال : قلت : نعم ، قالت : فادع لنا بخير ، فإن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يقول : «دعاء المؤمن مستجاب لأخيه بظهر الغيب ، عند رأسه ملك موكل ما دعا لأخيه بخير إلّا قال : آمين ، ولك بمثل» قال : فخرجت إلى السوق ، فلقيت أبا الدّرداء فقال لي مثل ذلك [٥١٩٢].
قال وأنا محمّد بن إسحاق ، أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة ، نا يزيد بن هارون ، عن عبد الملك ، عن أبي الزبير ، عن صفوان مثله قال : فلقيت أبا الدّرداء ، فحدّثني عن النبي صلىاللهعليهوسلم مثل ذلك.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال : وولد عبد الله بن صفوان الأكبر صفوان بن عبد الله الأكبر ، روى عنه ابن شهاب ، وأمّه حقّة بنت وهب بن أمية بن أبي الصّلت الشاعر الثقفي.
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة منا اقتضاها السياق للإيضاح.
(٢) انظر ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٧١.
(٣) بالأصل : الحواريان بالحاء المهملة خطأ والصواب ما أثبت ، والخواري نسبة إلى خوار بضم الخاء وفتح الواو ، بلدة من أعمال بيهق. (انظر الأنساب ومعجم البلدان).
(٤) تقرأ بالأصل «أبي» والصواب «أبا».