إليهم ليتنصوا منه ، فلما أدبروا به بكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقيل لهم : هذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بكى فارجعوا به ، فتركه حسّان لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «دعوا حسّان فإنه يحبّ أمّه ورسوله» ـ أو كما قال ـ [٥٢١٠].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، قالا : أنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال : حدّثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس (٢) أن صفوان بن المعطّل قال حين ضرب حسّان :
تلقّ ذباب السيف عنك فإنّني |
|
غلام إذا هو جيت لست بشاعر (٣) |
قال حسّان لعائشة (٤) :
رأيتك وليغفر لك الله حرّة |
|
من المحصنات غير ذات غوائل |
حصان رزان لا يرن (٥) بريبة |
|
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل |
وإنّ الذي قد قيل ليس بلائق (٦) |
|
بك الدهر بل قيل امرئ متماحل |
فإن كنت أهجوكم كما بلغكم (٧) |
|
فلا رفعت سوطي إليّ أناملي |
فكيف وودّي ما حييت ونصرتي |
|
لآل رسول الله زين المحافل |
إنّ لهم عزّا عدا الناس دونه |
|
قصارا وطال العزّ كلّ التطاول (٨) |
__________________
(١) الخبر في سيرة ابن هشام ٣ / ٣١٨ ودلائل النبوة للبيهقي ٤ / ٧٥.
عن سيرة ابن هشام ٣ / ٣١٨ ودلائل البيهقي ٤ / ٧٥.
(٢) بالأصل : «عن الأخفش» خطأ والصواب ما أثبت ، وهو يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، ترجمته في تهذيب التهذيب ١١ / ٣٩٢ وسير الأعلام ٦ / ١٢٤.
(٣) البيت في سيرة ابن هشام ودلائل البيهقي.
(٤) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ١٨٨ وسيرة ابن هشام ٣ / ٣١٩ ودلائل النبوة للبيهقي ٤ / ٧٥.
(٥) في المصادر الثلاثة السابقة : ما تزنّ.
(٦) في الديوان : بلائط بها الدهر بل قول امرئ بي ما حل.
(٧) الديوان :
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم.
(٨) روايته بالديوان :
له رتب عال على الناس كلهم |
|
تقاصر عنه سورة المتطاول |