الليث بن سعد ، حدّثني جرير بن حازم ، عن مجالد بن سعيد الهمداني ، عن عامر الشعبي ، عن سويد بن غفلة الجعفي ، قال : قدمنا مع أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب الجابية فبينا نحن خلوة من عنده إذ أتاه يهودي قد شجّ وضرب ، فغضب أمير المؤمنين غضبا شديدا ، ما رأيته غضب مثله قطّ ثم دعا صهيبا فذكر نحو ما سمعته من الفقيه نصر الله.
أنبأنا به أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم ، ثم أخبرنا به أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، قالا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم.
ح وأخبرنا به أبو البركات أيضا ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أحمد بن علي بن الحسين ، أنا حامد بن محمّد بن عبد الله ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز ، نا أبو القاسم بن سلام ، نا عبّاد بن عبّاد ، نا مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن سويد بن غفلة ، قال :
لما قدم عمر الشام قام إليه رجل من أهل الكتاب فقال : يا أمير المؤمنين إن رجلا من المسلمين صنع بي ما ترى ـ وهو مشجوج مضروب ـ فغضب عمر غضبا شديدا ، ثم قال لصهيب : انطلق فانظر من صاحبه ، فائتني به ، قال : فانطلق صهيب ، فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي ، فقال : إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا ، فأت معاذ بن جبل فليكلّمه ، فإني أخاف أن يعجل إليك ، فلما قضى عمر الصّلاة قال : أين صهيب؟ أجئت بالرجل؟ قال : نعم ، قال : وقد كان عوف بن مالك أتى معاذا فأخبره بقصته ، فقام معاذ فقال : يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل إليه ، فقال له عمر : ما لك ولهذا؟ قال : يا أمير المؤمنين رأيت هذا يسوق بامرأة مسلمة على حمار فنخس بها لتصرع فلم تصرع ، فدفعها فصرعت ـ فغشيها ـ أو أكبّ عليها ، قال : ائتني بالمرأة فلتصدّق ما قلت ، فأتاها عوف بن مالك فقال له أبوها وزوجها : ما أردت إلى صاحبتنا؟ قد فضحتنا ، فقالت : والله لأذهبن معه ، فقال أبوها وزوجها : نحن نذهب فنبلّغ عنك ، فأتيا عمر فأخبراه بمثل قول عوف ، فأمر عمر باليهودي فصلب ، وقال : ما على هذا صالحناكم ، ثم قال : أيها الناس اتّقوا الله في ذمة محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فمن فعل منهم مثل هذا فلا ذمّة له ، قال : قال سويد : فذلك اليهودي أوّل مصلوب رأيته في الإسلام.