أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن (١) الأزهر ، نا علي بن (٢) ، نا أسباط ، نا أشعث ، عن كردوس ، عن ابن مسعود قال :
مر الملأ من قريش على النبي صلىاللهعليهوسلم وعنده خبّاب وصهيب وبلال وعمّار فقالوا : يا محمّد رضيت بهؤلاء؟ أتريد أن تكون تبعا لهؤلاء؟ فنزلت : (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ) إلى قوله : (فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنبأ أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلّاب ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان ، أنبأ أبو بكر محمّد بن بشير الزبيري العكبري ، ثنا أبو أمية ، نا أحمد بن المفضّل الجعفري ، ثنا أسباط بن نصر الهمداني ، عن السّدّي ، عن أبي سعد الأزدي ، عن أبي الكنود ، عن خبّاب بن الأرتّ :
(وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)(٣) قال : جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن (٤) الفزاري ، فوجدوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم مع بلال ، وعمّار ، وصهيب ، وخبّاب في أناس من الضعفاء من المؤمنين ، فلما رأوهم حوله حقّروهم ، فأتوه فخلوا به وقالوا : إنّا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا ، فإنّ وفود العرب تأتيك ، فنستحي أن ترانا قعودا مع هؤلاء عندك ، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنّا ، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت ، قال : «نعم» ، قالوا : فاكتب لنا عليك كتابا ، فدعا بالصحيفة ليكتب لهم ، ودعا عليا ليكتب ، فلما أراد ذلك ـ ونحن قعود في ناحية ـ إذ نزل جبريل فقال : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) الآية ، ثم ذكر الأقرع وصاحبيه ، قال : وكذا لقينا بعضهم ببعض الآية.
وقال : (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ)(٥) الآية ، فرمى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالصحيفة ودعانا فأتيناه وهو يقول : «سلام عليكم» فدنونا منه حتى وضعنا
__________________
(١) بالأصل «عن» خطأ والصواب ما أثبت ، انظر المطبوعة : عاصم ـ عائذ (الفهارس ص ٨٣١).
(٢) كذا بالأصل. ولعله : علي بن حرب ، انظر المطبوعة عاصم ـ عائذ ص ٣٣٤.
(٣) سورة الأنعام ، الآية : ٥٢.
(٤) بالأصل : حصين ، خطأ ، والصواب ما أثبت.
(٥) سورة الأنعام ، الآية : ٥٤.