بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى ملّوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي (١) مكة ، فجعل بلال يقول : أحد ، أحد.
أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا إبراهيم بن عبد الله المقرئ ، نا أحمد بن فرج ، نا أبو عمرو الدوري ، نا محمّد بن مروان عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن (٢) عباس في قوله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)(٣) قال : نزلت في صهيب وفي نفر من أصحابه أخذهم أهل مكّة فعذّبوهم ليردّوهم إلى الشرك بالله ، منهم عمّار ، وأمّه سمية ، وأبوه ياسر ، وبلال ، وخبّاب ، وعابس مولى حويطب بن عبد العزّى أخذهم المشركون فعذّبوهم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (٤) ، أنا محمّد بن عمر ، نا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد (٥) ، عن يزيد بن رومان (٦) ، عن عروة بن الزبير قال : كان صهيب بن سنان من المستضعفين من المؤمنين الذين كانوا يعذّبون في الله بمكة.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٧) ، حدّثني أبي ، نا أسباط ، نا أشعث ، عن كردوس ، عن ابن مسعود قال : مرّ الملأ من قريش على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعنده خبّاب ، وصهيب ، وبلال ، وعمّار فقالوا : يا محمّد أرضيت بهؤلاء؟ فنزل فيهم القرآن : (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ) إلى قوله : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ)(٨).
أخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم بن أبي الفضل بن يحيى ،
__________________
(١) الأخشبان جبلا مكة ، أبو قبيس والأحمر (انظر معجم البلدان).
(٢) بالأصل «أبي عباس» والصواب عن سير الأعلام ٢ / ٢٢.
(٣) سورة البقرة ، الآية : ٢٠٧ وبالأصل : «يشتري» والمثبت عن التنزيل الكريم.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٧.
(٥) عن ابن سعد ، وبالأصل : «مردن».
(٦) عن ابن سعد وبالأصل : مروان.
(٧) مسند أحمد ٢ / ١٠٠ ط دار الفكر (رقم ٣٩٨٥).
(٨) سورة الأنعام ، الآيتان : ٥١ و ٥٢.