ـ إملاء ـ أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمّد بن ميكال ، أنا عبدان الأهوازي ، نا زيد بن الحريش (١) ، نا يعقوب بن محمّد الزهري ، نا حصين بن حذيفة بن صيفي بن صهيب ، حدّثني أبي وعمومتي عن سعيد بن المسيّب ، عن صهيب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرّة فإمّا أن تكون هجرا أو تكون يثرب» قال : وخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ، وخرج معه أبو بكر ، وكنت قد هممت بالخروج معه فصدّني فتيان من قريش ، فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد ، فقالوا : قد شغله الله عنكم ببطنه ، ولم أكن شاكيا فناموا ـ يعني فخرجت ، فلحقني منهم ناس بعد ما سرت بريدا ليردّوني ، فقلت لهم : هل لكم أن أعطيكم أواق من الذهب ، وتخلّون (٢) سبيلي وتفون (٣) لي ، ففعلوا ، فبعثهم إلى مكة فقلت : احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواقي (٤) ، واذهبوا إلى فلان فخذوا الحلّتين ، وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قباء قبل أن يتحول منها ، فلما رآني ـ قال : «يا أبا يحيى ربح البيع» ثلاثا ، فقلت : يا رسول الله ما سبقني إليك أحد ، وما أخبرك إلّا جبريل.
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأ سليمان بن أحمد (٥) ، نا محمّد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب الأصبهاني ، نا هارون بن عبد الله الحمّال (٦) ، نا محمّد بن الحسن بن زبالة ، حدّثني علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن صهيب :
أن المشركين لما أطافوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم فأقبلوا على الغار وأدبروا قال : «وا صهيباه ولا صهيب لي» ، فلما أراد رسول الله صلىاللهعليهوسلم الخروج بعث أبا بكر مرتين أو ثلاثا إلى صهيب فوجده يصلّي ، فقال أبو بكر للنبي صلىاللهعليهوسلم : وجدته يصلّي فكرهت أن أقطع عليه صلاته ، فقال : «أصبت» ، وخرجا (٧) من ليلتهما فلما أصبح خرج حتى أتى أم رومان زوجة أبي
__________________
(١) عن البيهقي وبالأصل : الحريس ، بالسين المهملة.
(٢) بالأصل : «وتخلوني» والمثبت عن البيهقي.
(٣) عن البيهقي وبالأصل : وتونقون.
(٤) بالأصل : الأواق.
(٥) الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٨ / ٣٦ ـ ٣٧.
(٦) بالأصل «الجمال» خطأ والصواب عن المعجم الكبير ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ١١٥.
(٧) بالأصل : وخرج ، والمثبت عن المعجم الكبير.