الحسن ، والحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة ، قالوا : أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا شريك ، عن ليث ، عن مجاهد قوله : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ)(١) قال أبو جهل : ما لنا لا نرى خبّابا وصهيبا وعمّارا اتّخذناهم سخريا في الدنيا ، أمرهم (٢) في النار فزاغت عنهم أبصارنا؟
قال : ونا جدي ، نا يحيى بن عبد الحميد ، نا يعقوب القمّي ، عن حفص بن حميد ، عن شمر بن عطية في قوله : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) قال : قول أبي جهل : في النار : أين خبّاب؟ أين بلال؟ أين صهيب؟ أين عمّار بن ياسر؟
قال : وثنا جدي ، نا عثمان بن المبارك الأنباري ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) قال : يقول أبو جهل : أين بلال؟ أين عمّار؟ أين صهيب.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو غالب بن البنّا ، وأبو علي بن السبط ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا بشر بن موسى الأسدي ، نا هوذة بن خليفة ، نا عوف ، عن أبي عثمان :
أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكّة : أتيتنا (٣) هاهنا صعلوكا حقيرا ، فتغيّر حالك عندنا وبلغت ما بلغت تنطلق بنفسك وما لك والله لا يكون ذاك ، قال : أرأيتم إن تركت مالي أمخلّون أنتم سبيلي؟ قالوا : نعم ، فخلع لهم ماله أجمع ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «ربح صهيب ، ربح صهيب» (٤) ، رواه محمّد بن سعد بن هوذة [٥٢٢٩].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأ أبو بكر البيهقي (٥) ، نا أبو عبد الله الحافظ
__________________
(١) سورة ص ، الآية : ٦٢.
(٢) كذا ، ولعله : أم هم في النار.
(٣) عن ابن سعد ٣ / ٢٢٨ وبالأصل «أتينا».
(٤) الخبر في طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ، ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٢٢ من طريق عوف الأعرابي.
(٥) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٥٢٢ وهو جزء من حديث أخرجه البخاري في كتاب الكفالة (فتح الباري ٤ / ٤٧٥) وباختصار في سير الأعلام ٢ / ٢٢ ـ ٢٣ من طريق يعقوب بن محمد الزهري.