عليك أحدا ، قال : وما هنّ؟ فإنك طعّان ، قال : وهل أنت مخبري عنهن؟ قال : ما أنت سائل عن شيء إلّا أخبرك به ، قال : وما أنت مخبري عن شيء إلّا صدقتك به ، ما أراك تبذر مالك؟ وتكتني باسم نبي؟ وتنسب عربيا ولسانك أعجمي؟ قال : أما تبذيري مالي فما أنفقه إلّا في حقّه ، وأما اكتنائي فرسول الله صلىاللهعليهوسلم كنّاني أفأتركها لقولك ، وأما انتسابي إلى العرب فإن الروم سبتني وأنا صغير ، وإني لأذكر أهل أبياتي ، ولو انفلقت عني روثة لانتسبت إليها ـ وفي نسخة علي : روثة (١) ـ.
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو يعلى ، أنا أحمد بن أبي بكر المقدّمي ، نا رباع بن عقيل ، نا النعمان بن عبد الله بن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن أبيه ، عن جدّه جابر قال : قال عمر لصهيب :
يا صهيب إنّ فيك خصالا ثلاثا أكرهها لك ، قال : وما هي؟ قال : إطعامك الطعام ولا مال لك ، واكتناؤك ولا ولد لك ، وادّعاؤك إلى العرب وفي لسانك لكنة ، قال : أما ما ذكرت من إطعامي الطعام فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أفضلكم من أطعم الطعام» ، وأيم الله لا أترك إطعام الطعام أبدا ، وأمّا اكتنائي ولا ولد لي فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لي : «يا صهيب» قلت : لبّيك ، قال : «ألك ولد؟» قلت : لا ، قال : «اكتني (٢)» وأما ما ذكرت من ادّعائي إلى العرب وفي لساني لكنة ، فأنا صهيب بن سنان حتى انتسب إلى النّمر بن قاسط كنت أرى على أهلي ، وأن الروم أغارت فسرقتني فعلّمتني لغتها ، فهو الذي ترى من لكنتي [٥٢٤٨].
قال : وأنا أبو يعلى ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة ، نا يوسف بن محمّد بن يزيد بن صيفي بن صهيب ، حدّثني عبد الحميد بن زياد بن صهيب ، عن أبيه ، عن جده قال : قال صهيب الخير ، فذكر حديثا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب ، أنا محمّد بن الحسن ، نا أحمد بن الحسن ، نا عبد الله بن محمّد بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا عبد العزيز ـ وهو الأويسي ـ نا إبراهيم ـ يعني ابن سعد ـ عن صالح عن ابن شهاب ، أخبرني سالم بن
__________________
(١) كذا.
(٢) بياض بالأصل.