وكانت العرب تسبي بعضها بعضا فسباني أناس من العرب فباعوني بسواد الكوفة ، فتكلمت بلغاتهم ، فقال عمر : صدقت.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أبو بكر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي بأبهر ، نا حمّاد بن سلمة ، أنا زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب قال لصهيب :
لو لا ثلاث خصال فيك لم يكن بك بأس ، قال : وما هن؟ فو الله ما نراك تعيب شيئا ، قال : اكتناؤك (١) بأبي يحيى وليس لك ولد ، وادّعاؤك إلى النّمر بن قاسط وأنت رجل ألكن (٢) ، وأنك لا تمسك المال ، قال : أما اكتنائي بأبي يحيى فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كنّاني بها ، فلا أدعها حتى ألقاه ، وأما ادّعائي إلى النّمر بن قاسط ، فإني أمرؤ منهم ولكن استرضع لي بالأبلّة (٣) فهذه من ذلك ، وأمّا المال فهل تراني أنفق إلّا في (٤) حقّ؟
رواه غيره عن زيد فوصله.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ـ زاد ابن السمرقندي : وأبو محمّد الصّريفيني قالا : ـ أنا أبو القاسم بن حبابة.
ح وأخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم ، وأبو محمّد عبد السّلام بن أحمد ، وأبو عبد الله سمرة بن جندب ، وأخوه أبو محمّد عبد القادر بن جندب ، قالوا : أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد العزيز الفارسي ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، قالا : أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا مصعب بن عبد الله ، أنا أبي ، عن ربيعة بن عثمان ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال :
خرجت مع عمر بن الخطاب حتى دخل علي صهيب حائطا بالعالية ، فلما رآه صهيب قال : يا ناس فقال عمر : ما له لا أبا له يدعو على الناس ، قال : وإنما يدعو غلام له يقال بحنس فقال : يا صهيب ما فيك شيئا أعيبه إلّا ثلاث خصال ، ولولاهن ما قدّمت
__________________
(١) بالأصل : اكتناك.
(٢) الألكن الذي لا يقيم العربية لعجمة لسانه (القاموس المحيط).
(٣) تقدم التعريف بها ، وانظر معجم البلدان.
(٤) نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٢٥ ـ ٢٦ من طريق حماد بن سلمة.