مرّة : قيسا ، فولد قيس : زيدا ، وكان يقال له جعدر ، فولد زيد : وائلا ، وأمية ، وعطية ، وهؤلاء الثلاثة هم الجعادرة (١) ، وأمّا وائل فمنهم أبو قيس الشاعر ، واسمه الحارث ، ويقال : عبد الله بن الأسلت ، واسم الأسلت : عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرّة بن مالك بن الأوس ، وكان أبو قيس بن الأسلت يعدل بقيس بن الخطيم في الشعر والشجاعة وهو الذي وقف بأوس الله يحضّهم على الإسلام ، وقد كان أبو قيس قبل قدوم النبي صلىاللهعليهوسلم يتألّه ويدّعي الحنيفية ، ويحضّ قريشا على اتّباع النبي صلىاللهعليهوسلم قال (٢) :
يا راكبا أمّا عرضت فبلّغن |
|
مغلغلة عني لؤي بن غالب |
أقيموا لنا دينا حنيفا فبلغوا |
|
لنا قادة قد يقتدى بالذوائب |
وهي قصيدة طويلة ، وقام في أوس الله تعالى فقال : اسفوا (٣) إلى هذا الرجل ، فإني لم أر خيرا قطّ إلّا أوله أكثره ، ولم أر شرا قطّ إلّا أوله أقلّه ، فبلغ ذلك عبد الله بن أبي [بن](٤) سلول ، فلقيه فقال : لذت من حربنا كل ملاذ. مرة يطلب الحلف إلى قريش ، ومرة باتّباع محمّد ، فغضب أبو قيس فقال : لا جرم والله لا اتّبعته إلّا آخر الناس ، فزعموا أن النبي صلىاللهعليهوسلم بعث إليه وهو يموت أن قل : «لا إله إلّا الله أشفع لك بها يوم القيامة» ، فسمع يقولها ، وامرأته أوّل امرأة حرّمت على ابن زوجها ، وفيها نزلت (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ)(٥) ، ومضت بدر وأحد ولم يسلم من أوس الله أحد إلّا نفر أربعة من بني خطمة : خزيمة بن ثابت بن الفاكه (٦) ، وعمير بن عدي بن خرشة ، وحبيب بن حباشة (٧) وخميصة بن رقيم الخطميون كلهم شهد أحدا (٨) وما بعدها من المشاهد ، فلذلك ذهبت الخزرج بالعدة فيمن شهد بدرا.
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي جمهرة ابن حزم أن الجعادرة هم ولد مرة بن مالك.
(٢) البيتان في الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٤٢.
(٣) بالأصل : «اسقوا» وفي الوافي : «اسبقوا» والمثبت عن اللسان «سفا» يعني خفوا وأسرعوا.
(٤) سقطت : بن ، من الأصل.
(٥) سورة النساء ، الآية : ٢٢.
(٦) بالأصل : «الفاطمة» خطأ والصواب ما أثبت.
(٧) كذا بالأصل والإصابة وابن حزم ص ٣٤٤. وفي الاستيعاب : خماشة بالخاء المعجمة.
(٨) بالأصل : أحد.