وأبو قيس بن الأسلت الذي يقول (١) :
قد حصّت البيضة رأسي |
|
فما أطعم يوما غير تهجاع |
أسعى على جلّ بني مالك |
|
كل امرئ في شأنه ساعي |
وكان قيس بن أبي قيس بن الأسلت صحب النبي صلىاللهعليهوسلم وشهد أحدا ، ولم يزل في المشاهد حتى بعثه سعد بن أبي وقاص طليعة له حين خرج إلى الكوفة ، فلم يدر حتى هجم على مسلحة بالعذيب (٢) للعجم ، فشدوا عليه فقاتلوه حتى قتل يومئذ.
أخبرنا أبو بكر الحاسب ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني موسى بن عبيدة الربذي ، عن محمّد بن كعب القرظي ، قال : وأنا ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين ، عن أشياخهم.
ح قال : وثنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبيه قال : وأنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن أبي بكر بن (٣) محمّد بن عمرو بن حزم قال : فكلّ قد حدّثني من حديث أبي قيس بن الأسلت بطائفة ، فجمعت ما حدّثوني من ذلك ، قال :
ألم (٤) يكن أحد من الأوس والخزرج أوصف للحنيفية ولا أكثر مسألة عنها من أبي قيس بن الأسلت ، وكان قد سأل من يثرب من اليهود عن الدين فدعوه إلى اليهودية فكاد يقاربهم ، ثم أبى (٥) ذلك ، وخرج إلى الشام إلى آل جفنة ، فعرضهم ، فوصلوه ، وسأل الرهبان والأحبار فدعوه إلى دينهم ، فلم يرده فقال : لا أدخل في هذا أبدا ، فقال له راهب بالشام : أنت تريد دين الحنيفية؟ قال أبو قيس : ذلك الذي أريد (٦) ، فقال الراهب : هذا وراءك ، من حيث خرجت دين إبراهيم ، فقال أبو قيس : أنا على دين إبراهيم ، وأنا أدين به حتى أموت عليه ، ورجع أبو قيس إلى الحجاز ، فأقام ثم خرج إلى مكة معتمرا فلقي
__________________
(١) البيتان في الأغاني ١٧ / ١١٦.
(٢) العذيب : ماء بين القادسية والمغيثة (ياقوت).
(٣) بالأصل : «عن» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٣١٤.
(٤) كذا بالأصل.
(٥) كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين.
(٦) بالأصل : يريد.