عبد الله بن أبيّ فقال : من أين؟ فقال : من عند محمّد ، عرض عليّ كلاما ما أحسنه وهو الذي كنّا نعرف ، والذي كانت أخبار يهود تخبرنا به ، فقال عبد الله بن أبيّ : كرهت والله حرب الخزرج ، قال : فغضب أبو قيس وقال : والله لا أسلم سنة ثم انصرف إلى بيته ، فلم يعد إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى مات قبل الحول ، وذلك في ذي الحجة على رأس عشرة أشهر من الهجرة [٥٢٤٩].
قال وأنبأ ابن سعد ، أنا محمّد بن عمر قال : فحدّثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أشياخهم أنهم كانوا يقولون : لقد سمع يوحّد عند الموت.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنبأ أبو جعفر المعدّل ، أنبأ أبو جعفر المعدّل (١) ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد العزيز الزهري قال : حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عروة بن الزبير قال : أدركت الرّواة وما ينشدون بيت حسّان إلا على قوله :
لنا حاضر فعم ، وباد كأنه |
|
فظننّ الإله عزّة وتكرّما (٢) |
ـ يعني قريشا ـ فحسدهم الناس فقالوا :
لنا حاضر فعم وباد كأنه |
|
شماريخ رضوي عزّة وتكرّما |
ثم يقول : وما شماريخ رضوى وأي عز أو تكرّم للجبل ، وكانوا ينشدون لأبي قيس بن الأسلت :
يا راكبا أما عرضت فبلّغن |
|
مغلغلة عني لؤي بن غالب |
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتمو |
|
لنا سادة قد نهتدي بالذوائب |
فقاتلوه ، وقالوا :
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم |
|
لنا قادة ، قد تهتدي بالذوائب |
ولعمري ما استراحوا من ذلك إلى أن القائد هو السيد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، نا أبو طاهر
__________________
(١) كذا الاسم مكرر بالأصل.
(٢) البيت في ديوانه ط بيروت ص ٢٢٠ وعجزه : شماريخ رضوى.