أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبر (١) ، ثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار بن الأنباري ـ إملاء ـ حدّثني أبي ، نا محمّد بن عمر الجرجاني قال : قال صالح بن حسان لجلسائه : أنشدوني أحسن بيت قالته العرب في صفة الثريا ، فأنشدوه قول امرئ القيس :
كأنّ الثّريا علّقت في مضامها |
|
بأمراس كتّان إلى صمّ جندل (٢) |
قال : أريد أحسن من هذا فأنشدوه بيت ابن الزبير الأسدي :
وقد حرم العور الثريا كأنها |
|
به راية بيضاء تخفق للطّعن |
فقال : أريد أحسن من هذا ، فأنشدوه :
إذا ما الثّريا في السّماء كأنها |
|
جمان وهي من سلكة فتسرّعا |
فقال : أريد أحسن من هذا ، فأنشدوه :
وراحت لرايتها الثّريا كأنها |
|
لذي الأفق الغربي قرط مسلسل |
فقال : أريد أحسن من هذا ، فأنشدوه قول ذي الرّمّة (٣) :
وردت اعتسافا والثريّا كأنها |
|
على قمّة الرأس ابن ماء محلّق (٤) |
يدق (٥) على آثارها دبرانها |
|
فلا هو مسبوق ولا هو يلحق |
بعشرين من صغر النجوم كأنها |
|
وإيّاه في الحرباء لو كان ينطق (٦) |
قلاص حداها راكب متعمّم |
|
هجائن قد كادت عليه تفرّق |
__________________
(١) بالأصل : «المحبر» انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٨٦.
(٢) الأبيات من المعلقة ، وهو ملفق من بيتين فيها ص ٣٩ و ٤٩ وروايتهما :
إذا ما الثريا في السماء تعرضت |
|
تعرّض أثناء الوشاح المفصل |
والثاني :
فيا لك من ليل كأن نجومه |
|
بأمراس كتاب إلى صم جندل |
(٣) الأبيات في ديوانه ص ٤٠١.
(٤) اعتسافا أي على غير اهتدائه. وابن ماء : طير من الطيور.
(٥) في الديوان : يدفّ.
(٦) في الديوان : بعشرين من صغرى ... وإياه في الخضراء ...