فقال : أريد أحسن من هذا فقالوا : ما يحضرنا شيء ، قال : أين أنتم عن قول أبي قيس بن الأسلت الأنصاري :
وقد لاح في الغور الثريّا لمن يرى |
|
كعنقود ملّاحيّة حين نوّرا |
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السّلمي ـ فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إيّاه وقال : اروه عني ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (١) ، نا عبد الله بن منصور الحارثي ، نا محمّد بن زكريا الغلّابي ، نا مهدي بن سابق ، حدّثني الهيثم بن عدي ، قال : كنّا جلوسا عند صالح بن حسان فقال : أنشدوني بيتا شريفا في امرأة خفرة ، قلنا قول حاتم الطائي (٢) :
يضيء لها البيت الظليم خصاصه |
|
إذا هي يوما حاولت أن تبسّما |
فقال : أريد أحسن من هذا ، قلنا قول الأعشى (٣) :
فإنّ مشيتها من بيت خازنها |
|
مرّ السحابة لا ريث ولا عجل |
قال : أريد أحسن من هذا ، قلنا بيت ذي الرمّة (٤) :
تنوء بأولاها (٥) فلأيا قيامها |
|
وتمشي الهوينا من قريب فتبهر |
قال : أريد أحسن من هذا ، قلنا : ما عندنا شيء ، قال : بيت أبي قيس بن الأسلت
ويكرمنها (٦) جاراتها فيزرنها |
|
وتعتل عن إتيانهنّ فتعذر |
ثم قال : أتدرون أحسن بيت وصفت به الثريا؟ قلنا : بيت ابن الزّبير (٧) :
وقد لاح في الجو الثريا كأنه |
|
به راية بيضاء تخفق للطّعن |
قال : أريد أحسن من هذا ، قلنا : بيت امرئ القيس :
__________________
(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا ٣ / ١٩١ وما بعدها.
(٢) ديوانه ص ٢٣٤ والجليس الصالح ٣ / ١٩٢.
(٣) ديوانه ص ٥٥ والجليس الصالح ٣ / ١٩٢.
(٤) البيت في ديوانه ص ٢٢٧ والجليس الصالح ٣ / ١٩٢.
(٥) الديوان : بأخراها.
(٦) عن الجليس الصالح ، وبالأصل : «ولرمتها».
(٧) البيت في الجليس الصالح ، وعيون الأخبار ٢ / ١٨٦.