إذا ما الثريا في السّماء تعرّضت |
|
تعرّض أثناء الوشاح المفصّل (١) |
قال : أريد أحسن من هذا ، قلت : بيت ابن الطثرية :
إذا ما الثريا في السماء كأنها |
|
جمان وهى من سلكه فتسرّعا |
وقال : أريد أحسن من هذا ، قلنا : ما عندنا شيء ، قال : بيت أبي قيس بن الأسلت
وقد لاح في الجو (٢) الثريا لمن رأى |
|
كعنقود ملّاحيّة حين نوّرا |
قال القاضي : قول حاتم : البيت الظليم ، أراد المظلم ، ومفعل قد ينصرف إلى فعيل ، ومن ذلك قوله (٣) عذاب أليم أي مؤلم قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ)(٤) ومن هذا قول الشاعر :
وترفع من صدور شمردلات |
|
يصك وجوههن وهج أليم |
ومنه سميع بمعنى مسمع قال الشاعر :
أمن ريحانة الداعي السميع |
|
يؤرّقني وأصحابي هجوع (٥) |
أراد المسمع. وقد يقال : سميع بمعنى سامع ، ويأتي على فعيل للمبالغة مثل : راحم ورحيم ، وحافظ وحفيظ ، وعالم وعليم ، وقادر وقدير ، وناصر ونصير ، في نظائر لهذا كثيرة جدا.
وقول ذي الرمة : فلأيا قيامها : أي بطىء قال زهير (٦) :
وقفت بها من بعد عشرين حجة |
|
فلأيا عرفت الدار بعد توهّم |
وقول أبي قيس : ويلزمنها (٧) جاراتها ، هكذا روي لنا على لغة من يأتي بعلامة
__________________
(١) من معلقته ط بيروت ص ٣٩.
والأثناء : النواحي ، والأثناء : الأوساط.
(٢) بالأصل : «الحوا» والمثبت عن الجليس الصالح ٣ / ١٩٣.
(٣) بالأصل : وله.
(٤) سورة يونس ، الآية : ٤.
(٥) نسبه بحواشي الجليس الصالح إلى عمرو بن معد يكرب.
(٦) شرح ديوان زهير ص ٧.
(٧) كذا ، وفي الجليس الصالح : ويكرمنها.