الجمع مع تقدم الفعل وفراغه من الضمير كما قال الشاعر :
ولكن ديافي أبوه وأمّه |
|
بحوران يعصرن السّليط أقاربه (١) |
الأفصح : ويلزمها (٢) وقد مضى في بعض ما تقدّم من مجالسنا هذه قول لنا في هذا المعنى وتفريق بين علامة التثنية والجمع في العلامة ، وبين علامة التأنيث ، ويستغنى عن إعادته في هذا الموضع ، وقول أبي قيس بن الأسلت (٣) : «كعنقود ملّاحيّة» روي لنا هذا الخبر [ملّاحية] بتشديد اللام ، ولغة العرب الفصيحة السائرة ملاحية يقولون : عنب ملاحيّ (٤) ، ورواة الحديث والأخبار الذين لا علم لهم بكلام العرب يغلطون في هذا كثيرا وفي ما أشبهه ، وأرى أن الذين أوقعهم في هذا أنهم لما رأوا في هذا البيت ظهور الزحاف فيه إذا روي مخففا على الوجه الصحيح وسلامته من ذلك إذا شدد ، ثم لم يعلموا جواز الزحاف واطّراده وظهور استعماله وإن أكثر الشعر مزاحف ، وما لا زحاف فيه قليل نزر جدا ، وهذا البيت من الطويل الثاني والزحاف فيه ذهاب ياء مفاعلين وردّه إلى مفاعلن ، ويسمى هذا النوع من الزحاف قبضا لذهاب خامس حروف الجزء ، ويسمّى هذا الجزء الذي لحقه الزحاف مقبوضا ، وقد تسقط نون مفاعيلن على معاقبة القبض فيه وهو ذهاب الياء ولا يجتمعان في السّقوط ، ويسمى هذا الزحاف الكفّ لذهاب السّابع من حروف جزئه ، ويسمى هذا الجزء مكفوفا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاف ـ في كتابه ـ وأخبرني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو علي بن جعفر بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلاف ، قالا : أنبأ أبو القاسم بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، نا العبّاس بن الفضل الربعي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن الهيثم بن عدي قال : قال صالح بن حسان يوما : هل تعرفون بيتا شريفا في امرأة خفرة؟ قلنا : نعم ، بيتا لحاتم في زوجة مارية ابنة عفزر :
__________________
(١) البيت للفرزدق ديوانه ط بيروت ص ٤٦ وبالأصل : «يجوزان يعصرون» والمثبت عن الديوان.
(٢) في الجليس الصالح : ويكرمها.
(٣) بالأصل : السلت.
(٤) في القاموس (ملح) : والملاحي كغرابي ، وقد يشدد : عنب أبيض طويل ، ونوع من التين.