الضّحّاك : لكني أبغضك في الله ، قال : لم؟ قال : لأنك تبغي في آذانك ، وتأخذ على تعليم الغلام أجرا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن جابر التّنّيسي بها ، نا أبو العباس إسماعيل بن داود بن وردان ، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى كاتب (١) العمرى ـ نا المفضّل بن فضالة عن عباس ، عن أبي النصير عن الضّحّاك بن قيس أنه كان على دمشق فجاءه المؤذن فسلّم عليه ، وقال المؤذن : إنّي لأحبك في الله عزوجل ، فقال له الضّحّاك : ولكني أبغضك لله ، قال : ولم تبغضني أصلحك الله؟ فقال : لأنك تتزاهى بتأذينك وتأخذ أجرا على تعليمك ، وكان معلم كتاب.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، قالوا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدّارقطني ، نا الحسين بن إسماعيل ، نا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني عمر بن شبّة ، حدّثني محمّد بن يحيى ، أبو غسان :
أن الضّحّاك بن قيس قدم المدينة فأتى المسجد ، فصلّى بين القبر والمنبر ، فرآه أبو الحسن البرّاد وعليه برد مرقع قد ارتدى به من كسوة معاوية ، فجلس إليه أبو الحسن ولا يعرفه ، فلما صلّى قال : يا أعرابي تبيع بردك؟ قال : نعم ، وبكم تأخذه؟ قال : بمائة دينار ، قال : زدني ، فلم يزل يزيده حتى بلغ ثلاثمائة دينار ، قال : انطلق حتى أدفعه إليك ، فانطلق حتى أتى بيت حويطب بن عبد العزّى فقال : يا جارية هلمي بعض أردية أخي ، فخرجت إليه برداء ، فارتدى به ثم قال لأبي حسن : إنّي أراك قد أغريت بردائي وأعجبك وفتح (٢) بالرجل أن يبيع عطافه ، فخذه ، فألبسه فأخذه أبو حسن ، فباعه فكان أوّل مال أصابه وكان يساره.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن إبراهيم بن عمر البرمكي ، وحدّثنا أبو المعمر الأنصاري ، أنا المبارك بن عبد الجبّار ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن ،
__________________
(١) بالأصل : «كانت» والصواب ما أثبت ، انظر تقريب التهذيب.
(٢) كذا رسمها بالأصل ، ونقله الذهبي في سير الأعلام ٣ / ٢٤٢ مختصرا وفيه : وقال : شح بالمرء أن يبيع عطافه.