لما ولي عبد الرّحمن بن الضّحّاك بن قيس المدينة كان فتى شابا ، فقال : إن الضّحّاك بن قيس قد كان دعا قيسا وغيرها إلى البيعة لنفسه فبايعهم يومئذ على الخلافة ، فقال له زفر بن عقيل الفهري : هذا الذي كنا نعرف ونسمع ، وإن بني الزبير يقولون إنما كان بايع لعبد الله بن الزبير ، وخرج في طاعته حتى قتل عليها ، قال : الباطل والله يقولون ، ولكن كان أوّل ذلك أن قريشا دعته إليها ، وقالت : أنت كبيرنا ، والقائم بدم الخليفة المظلوم ، وكنت عند معاوية باليمين فأبى ماتت (١) عليه حتى دخل فيها كلها ، ودعت إليه قيس وغيرها من ذي يمن فلقيهم يوم مرج راهط ، فأصابهم ما قال ابن الأشرف : لا تبعدوا إنّ الملوك تصرع.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، أنبأ أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي ، قال : كان الضّحّاك بن قيس الفهري بمصر أخذ البيعة على من معه من الناس بالخلافة لنفسه بعد أن بويع مروان بن (٢) الحكم بالخلافة ، فسار إليه مروان فيمن معه ، فالتقوا بمرج راهط ، فقتل مروان الضّحّاك بن قيس ، واستولى على الأمر ، وقويت حينئذ حاله. كذا قال ، وإنما كان بدمشق.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا علي بن محمّد المدائني ، عن خالد بن يزيد بن كسر ، عن أبيه ، وعبد الله بن نجاد الطابخي ، عن العيزار بن أنس الطابخي (٣) ، ومسلمة بن محارب بن حرب بن خالد وغيرهم ، قالوا (٤) : لما مات معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، اختلف الناس بالشام فكان أول من خالف من أمراء النعمان بن بشير (٥) بحمص دعا إلى ابن الزبير ، وبلغ زفر بن الحارث ، وهو بقنّسرين ، ودعا إلى ابن الزبير ، ثم دعا (٦) الضّحّاك بن قيس الفهري بدمشق
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
(٢) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(٣) كتبت الكلمة فوق السطر.
(٤) الخبر في طبقات ابن سعد ٥ / ٣٩ وما بعدها في ترجمة مروان بن الحكم.
(٥) بالأصل : بشر ، خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٣ / ٤١١.
(٦) بالأصل : «دعا إلى» حذفنا «إلى» لأنها مقحمة.