بفعل ، ولا في مال إلّا بجود ، ولا في صديق إلّا بوفاء ، ولا في فقه إلّا بورع ، ولا في صدقة إلّا بنية ، ولا في حياة إلّا بصحة وأمن (١).
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان ، أنبأ الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا ، حدّثني أبو محمّد العمّي ، عن علي بن محمّد القرشي ، عن شيخ من (٢) غطفان قال : تذاكروا الصمت والمنطق فقال قوم : الصّمت أفضل ، فقال الأحنف : المنطق أفضل ، لأن فضل الصمت لا يعدو صاحبه ، والمنطق الحسن ينتفع به من سمعه.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، أنبأ رشأ المقرئ ، أنا الحسن المصري ، أنبأ أبو بكر المالكي ، نا إبراهيم الحربي ، عن أبي نصر ، عن الأصمعي قال : قيل للأحنف بن قيس في الصمت والمنطق : أيّهما أفضل؟ فقال الأحنف : الصّمت لا يعدو صاحبه ، وفضل المنطق ينتفع به من سمعه ، ومحادثة الرجال تلقيح لألبابها.
وقيل له : يا أبا بحر إنّك لصبور. فقال (٣) : الجزع شر الحالتين : تباعد المطلوب وتورث الحسرة ، وتبقي على صاحبه الندم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (٤) ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا الحسن بن عليل العنزي ، نا مسعود بن بشر ، نا الأصمعي ، قال : قال الأحنف : هيبة العاقبة تورث جبنا ، وهيبة الزلل تورث حصرا.
وقيل للأحنف : إنّك لصبور ، فقال : الجزع شر الحالتين ، تباعد المطلوب وتورث الحسرة ، وتبقي على ظهر صاحبه عارا ، ثم لا فائدة مع ذلك ولا عائدة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي ، نا العلاء بن جرير ، عن أبيه قال : قال الأحنف بن قيس : الإنصاف يثبت المودّة ومع كرم العشرة تطول المودّة.
__________________
(١) انظر سير الأعلام ٤ / ٩٣.
(٢) بالأصل : بن.
(٣) بالأصل : «على» ولعل الصواب ما أثبت باعتبار ما يأتي.
(٤) بالأصل : «قيس» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.