وقال الأحنف : ثلاث خصال تجتلب بهن المحبّة : الإنصاف في المعاشرة ، والمواساة في الشدّة ، والانطواء على المودّة.
قال : قال الأحنف بن قيس : إن غاصب الدنيا وظالمها أهلها والمدعي ما ليس له منها على قلتها ـ وإن كان عالي المكان من سلطانها ـ لأقل منها وأذلّ.
أخبرنا أبو المحاسن محمود بن حمد بن محمّد بن أحمد ، أنبأ أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد ، قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي المعروف بالجرجاني يقول : سمعت محمّد بن محمّد بن عبيد الله بن عمر بن زيد الجوزجاني يقول : سمعت الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي يقول : سمعت أبا حاتم السّجستاني يقول : سمعت الأصمعي يقول : سمعت العلاء بن جرير يقول : كتب الأحنف بن قيس إلى صديق له : أمّا بعد فإذا قدم عليك صديق لك موافق فليكن منك مكان سمعك وبصرك ، فإنّ الأخ الموافق خير من الولد المخالف.
أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد المقرئ ، أنبأ أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّريّ (١) التفليسي ، أنا أبو عبد الرّحمن ، قال : سمعت أبي ـ رحمهالله ـ يقول : سمعت أبا علي الثقفي يقول : حدّثني بعض أصحابنا عن عبد الله بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن إسحاق السهمي ، حدّثني إبراهيم بن عثمان بن أبي زائدة ، عن أبيه قال : كتب الأحنف إلى صديق له : أمّا بعد ، فإذا قدم عليك أخ لك موافق ، فليكن منك بمنزلة السمع والبصر ، فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف ، ألم تسمع الله يقول لنوح في ابنه (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ)(٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش ، وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الدّقاق ، قالوا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، نا عيسى بن علي ـ إملاء ـ نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي ـ إملاء ـ أنبأ العكلي ، عن أبيه قال : قال الأحنف : لا يطمعن ذو الكبر في حسن الثناء ، ولا الحبّ في كثرة الصّديق ، ولا السيئ الأدب في الشرف ، ولا الشحيح في
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل ورسمها : «التسري» والصواب ما أثبت ، انظر المطبوعة عاصم ـ عائذ (الفهارس).
(٢) سورة هود ، الآية : ٤٦.