البرّ ، ولا الحريص في قلّة الذنوب ، وكان يقول : من أظهر شكرك فيما لم يأته إليه ، فاحذره أن يكفر بعمل.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، أنا أبو الحسن المعدّل ، أنا أبو بكر الدّينوري ، نا إسماعيل بن يونس ، نا الرياشي ، نا الأصمعي قال : قال الأحنف بن قيس : خير الإخوان من إن استغنيت عنه لم يرذل في المودّة ، وإن احتجت إليه لم ينقصك منك ، وإن كوثرت عضدك ، وإن احتجت إلى معونته رفدك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر ، أنبأ عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أنبأ زكريا بن يحيى ، نا الأصمعي ، نا العلاء بن جرير ، عن أبيه ، قال : قال الأحنف : من حقّ الصّديق أن يحتمل له ثلاثا ، وأن يحاوهن (١) منهن ظلم الغصب ، وظلم الدالة ، وظلم الهفوة.
وقال : الإخاء جوهرة رقيقة إن لم يوق عليها ويحرسها كانت معرّضة للآفات قرض الإخاء بالبذلة حتى يصل إلى ما فوقه ، وبالكظم حتى تعتذر إلى من ظلمك ، وبالرضا حتى لا يستكثر من نفسك الفصل ولا من أخيك التقصير.
قال : ونا العلاء ، عن أبيه ، قال : قال الأحنف : العتاب مفتاح الثقالي ، والعتاب خير من الحقد (٢).
وقال أبو موسى :
إذا ما خليلي رابني بعض خلفه |
|
ولم يك عما ساءني بمفتق |
صبرت على ما كان من سوء خلقه |
|
مخافة أن أبقى بغير صديق |
أخبرنا أبو منصور الطّيّب بن أبي سعيد بن الطّيّب الخلّال المروزي بها ، نا الإمام أبو المظفّر منصور بن محمّد بن عبد الجبّار السمعاني ، نا أبو القاسم سعد بن علي الزّنجاني ، قال : أخبرتنا بازل بنت محمّد بن إسحاق قالت : نا عبد الله محمّد بن أحمد بن سليمان ، نا محمّد بن علي بن المروزي ، نا عبد الصمد بن الفضل ، نا مكي بن إبراهيم ، أنا هشام ، عن الحسن قال : رأى الأحنف بن قيس في يد رجل درهما ، فقال :
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
(٢) سير الأعلام ٤ / ٩٤.