وأبو جندل ، فسألناهم فتأوّلوا وقالوا : خيّرنا فاخترنا ، قال : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)(١) ولم يعزم ، فكتب إليه عمر ، فذلك بيننا وبينهم (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) ـ يعني فانتهوا ـ وجمع الناس ، فاجتمعوا على أن يضربوا فيها ثمانين جلدة ، وتضمّنوا النفس (٢) ، ومن تأوّل عليها مثل هذا ، فإن أبي قتل ، وقالوا : من تأوّل على ما فسّر رسول الله صلىاللهعليهوسلم منه بالفعل ، والقتل ، فكتب عمر إلى أبي عبيدة : أن ادعهم ، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم ، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين ، فبعث إليهم فسألهم على رءوس الأشهاد ، فقالوا : حرام ، فجلدهم ثمانين ثمانين ، وحدّ القوم وندموا على لجاجتهم ، وقال : ليحدثنّ فيكم يا أهل الشام حادث ، فحدثت الرّمادة.
قال : ونا سيف ، عن محمّد بن عبيد الله ، عن الحكم بن عتيبة ، قال : فلمّا كتب أبو عبيدة في أبي جندل وضرار بن الأزور جمع عمر الناس فاستشارهم في ذلك الحدث ، فأجمعوا أن يحدّوا في شرب الخمر ـ والسكر من الأشربة ـ حدّ القاذف ، وإن مات في حدّ من هذا الحد فعلى بيت المال ديته لأنه شيء رأوه هم.
قال : ونا سيف ، عن عبد الله بن شبرمة ، عن الشعبي بمثله.
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه أبو الحسن علي ، قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائد ، نا الوليد بن مسلم عن (٣) عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وقتل من المسلمين يوم أجنادين ابن ضرار بن الأزور بن الأزدي ، كذا وقع في الأصل ، وفيه وهمان : أحدهما قوله ابن ضرار ، وإنما هو ضرار ، والثاني قوله الأزدي وإنما هو الأسدي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن الحسن القطان ، أنا محمّد بن عبد الله بن عتّاب ، أنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن موسى بن عقبة ، قال :
__________________
(١) سورة المائدة ، الآية : ٩٢.
(٢) في الطبري : الفسق.
(٣) بالأصل : بن.