أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال : لما بلغ دوسا (١) قتل هشام بن الوليد بن المغيرة أبا أزيهر (٢) وثبوا على كل من فيهم من قريش ، فقتلوه وقتل بجير بن العوّام صبيح بن سعد بن هانئ الدّوسي جد أبي هريرة أبو أمّه ، وكان ضرار بن الخطّاب المحاربي ـ محارب فهر ـ منهم ، فأجارته أم غيلان [وكانت أم غيلان](٣) تمشط النساء فقال ضرار بن الخطّاب في ذلك (٤).
جزى الله عنا أم غيلان صالحا |
|
ونسوتها إذ هنّ شعث عواطل (٥) |
يزحزحهنّ (٦) الموت بعد اقترابه |
|
وقد برزت للثائرين المقاتل |
وعوفا جزاه خيرا فما ونى |
|
وما بردت منه لدي المفاصل |
دعا دعوة دوسا فسالت شعابها |
|
بعزّ واديها الشعاب الغوائل (٧) |
أليس الألى يوقى الحوار عبيدهم |
|
لقوم كرام حين تبلى المحاصل |
وقمت إلى سيفي فجرّدت نصله |
|
عن أي نفس بعد نفسي أقاتل |
وأقبلت أمشي بالحسام مهنّدا |
|
فلا هو مفلول ولا أنا ناكل |
قال : ونا الزبير ، حدّثني علي بن المغيرة ، عن معمر بن المثنّى ، قال : قال ضرار بن الخطّاب : أدخلتني في درعها حتى وجدت تسبيد (٨) ركنها ـ يعني الشعر ـ فبذلك سمية أم غيلان إحدى الموفيات.
وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري قال : كان ضرار بن الخطّاب بن مرداس الفهري بالسراة وهي فوق الطوائف ، وهي بلاد دوس والأزد ، فوثبت دوس عليه ليقتلوه
__________________
(١) بالأصل : «أوسا».
(٢) قتله وهو بسوق ذي المجاز ، وكان أبو أزيهر رجلا شريفا في قومه : فقتله بعقر الوليد الذي كان عنده ، لوصية أبيه إياه (سيرة ابن هشام).
(٣) الزيادة منا للإيضاح.
(٤) الشعر في سيرة ابن هشام ٢ / ٥٦ والأول والثالث في الإصابة ٢ / ٢٠٩ والأول والثاني والخامس في طبقات ابن سلّام ص ٩٨.
(٥) العواطل : النساء اللواتي لا حلي عليهن.
(٦) في ابن هشام وطبقات ابن سلّام : فهن دفعن الموت.
(٧) ابن هشام : بعزّ وأدّتها الشراج القوابل.
(٨) التسبيد : أن ينب الشعر بعد أيام (اللسان).