بأبي أزبهر ، فسعى حتى دخل بيت امرأة من الأزد يقال لها أم جميل ، واتّبعه رجل منهم ليضربه (١) فوقع ذباب السيف على الباب ، وقامت في وجوههم فذبّتهم ونادت قومها فمنعوه لها ، فلما استخلف عمر بن الخطّاب ظننت أنه أخوه ، فأتت المدينة ، فلما كلمته عرف القصة ، فقال : لست بأخيه إلّا في الإسلام ، وهو غاز بالشام. وقد عرفنا منّتك عليه ، فأعطاها على أنها بنت سبيل ، وقال الواقدي : اسمها أم غيلان ، وذلك أثبت ، والذي زعم أن اسمها أم جميل ، أبو عبيدة معمر بن المثنّى (٢) ، وقال ضرار بن الخطّاب :
جزى الله عنّا أم غيلان صالحا |
|
وكسنها إذ هنّ شعث عواطل |
فهنّ دفعن الموت بعد اقترابه |
|
وقد برزت للثائرين المقاتل |
دعت دعوة دوسا فسالت شعابها |
|
بعزّ ولما يبد منهم تخاذل |
وجرّدت سيفي ثم قمت بنصله |
|
وعن أيّ نفس بعد نفسي أقاتل |
وقيل : أم غيلان هذه كانت مولاة الأزد ماشطة.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، أنا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن حسن ، حدّثني هشام بن سليمان بن عكرمة المخزومي ، قال : كان فارس قريش في الجاهلية هشام بن المغيرة المخزومي ، وأبو لبيد بن عبدة من بني حجة بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي ، وكان يقال لهشام فارس البطحاء ، وكان فرسانهم في الجاهلية بعد هشام بن المغيرة ، وأبي لبيد بن عبدة عمرو بن عبد العامري ، وضرار بن الخطّاب المحاربي من بني فهر ، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ، وعكرمة بن أبي جهل المخزومي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، نا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٣) ، قال :
__________________
(١) رسمها غير واضح وقد تقرأ : «ابصرته» ولعل الصواب ما أثبت. وفي الإصابة : «فضربه».
(٢) وعنه قال ابن هشام : يجوز أن يتكون أم غيلان قامت مع أم جميل فيمن قام دونه (سيرة ابن هشام ٢ / ٥٦).
(٣) الخبر في مغازي الواقدي ١ / ٢٨٢.