أتي برءوس حرورية ، فنصبت على درج مسجد دمشق ، فنظر إليها أبو أمامة فهي منصوبة فقال : شرّ قتلى تحت السماء هؤلاء ، ثلاثا ، طوبى ثلاثا ، طوبى لمن قتلهم ، وطوبى لمن قتلوه ، قلت : يا أبا أمامة أشيء تقوله أم شيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : إنّي إذا لجريء ـ ثلاثا ـ سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقولها وإلّا فصمّتا.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد المقرئ ، قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أحمد بن محمّد بن سلّامة التّنّيسي ، أنا خيثمة ، أنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة (١) ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا أبو غالب ، قال : رأيت أبا أمامة الباهلي أبصر رءوس الخوارج على درج بدمشق ، وذكر الحديث.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغداذي ، أنا أبو المظفّر محمّد بن جعفر الكوسج ، وأبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن محمود شكرويه ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان ، وأبو بكر محمّد ، وأبو القاسم علي ، ابنا أحمد بن محمّد السّمسار ، قالوا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم الطيّار ، قالوا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن خرشيذ (٢) قوله ، أنا عبد الله بن محمّد بن زياد النيسابوري الفقيه ، نا العباس أبو الوليد ، أخبرني أبي ، نا عبد الله بن شوذب ، عن أبي غالب قال :
كنت في مسجد دمشق إذ قدمت رءوس من رءوس الأزارقة مما كان بعث به المهلّب بن أبي صفرة ، فنصبت عند درج المسجد ، فاجتمع الناس ينظرون إليها ، فدنوت منها ، فجاء أبو أمامة ، فدخل المسجد ، فصلّى ثم خرج ، فلما رآها قال : سبحان الله ما يصنع الشيطان بأهل الإسلام ، ثم دنا من الرءوس ، فقال : كلاب جهنم ، ثلاثا ، شرّ قتلى تحت ظل السماء ، شرّ قتلى قتلوا تحت ظل السماء ، شرّ قتلى قتلوا تحت ظل السماء ، قتلى قتلهم هؤلاء ، ثلاث مرات ، ثم نظر في القوم فإذا هو فيّ فقال : أما إن هؤلاء بأرضك يا أبا غالب؟ قلت : أجل ، فأعوذ بالله من شرّهم ، قال : نعم ، فأعاذك الله من شرّهم ، قال : أما أن تقرأ الآية التي في أوّل آل عمران (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما
__________________
(١) بالأصل : «ميسرة» خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٦٣٢.
(٢) بالأصل : «خرشد» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦٩.