رسول الله صلىاللهعليهوسلم غزوا ثانيا ، فأتيته ، فقلت : يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة ، فقال : «اللهم ثبّتهم ـ وفي حديث أبي يعلى : فقال : اللهمّ سلّمهم ـ وغنّمهم» ـ وزاد أبو يعلى قال : فغزونا ـ فسلمنا وغنمنا ، قال : واتفقا فقالا : ثم أنشأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم غزوا ثالثا ، فأتيته فقلت : يا رسول الله إني قد أتيتك مرتين أسألك أن تدعو الله لي بالشهادة فقال أبو يعلى : تدعو لي بالشهادة ـ وزاد فقلت : اللهم سلّمهم وغنمهم يا رسول الله فادع الله لي بالشهادة ، واتفقا ، فقالا : اللهم سلمهم وغنمهم ـ فغزونا ، فسلمنا وغنمنا ، ثم أتيته بعد ذلك فقلت : يا رسول الله مرني بعمل آخذه عنك فينفعني الله به ، فقال : «عليك بالصوم فإنه لا مثل له» فكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يلقون إلّا صيّاما ، قال : فإن رأوا نارا أو دخانا بالنهار في منزلهم عرفوا أنهم قد اعتراهم ضيف ، قال : ثم أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وقال أبو يعلى : ثم أتيته ـ بعد ذلك ، وقالا : فقلت : يا رسول الله أمرتني ـ وقال أبو يعلى : إنك أمرتني ـ بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني ـ زاد أبو يعلى : به ـ وقال الباغندي : فمرني بأمر آخر عسى الله أن ينفعني به ، ثم اتفقا فقالا : قال : «اعلم أنّك لا ـ وقال أبو يعلى : لم تسجد ـ لله سجدة إلّا رفع الله لك بها درجة ـ أو قال : حط عنك بها خطيئة ـ شك مهدي ـ زاد عبادة بن كليب اللّيثي عن مهدي [٥١٦٠].
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي (١) ، نا أحمد بن إسحاق بن البهلول ، حدّثني أبي ، ثنا عبادة بن كليب اللّيثي ، نا مهدي فذكره بإسناده ومعناه ، إلّا أنه قال : اللهمّ سلّمهم بدل ثبّته ، وقال : وحطّ عنك بها خطيئة من غير شكّ.
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر ، أنا أبو الغنائم الدّجاجي ، أنا علي بن معروف ، نا عبد الله بن سليمان ، نا محمّد بن عقيل ، نا علي بن الحسن بن واقد ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو غالب ، عن أبي أمامة قال :
أرسلني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى باهلة ، فأتيتهم وهم على طعام لهم ، فرحبوا بي وأكرموني ، وقالوا لي : تعال فكل ، فقلت : جئت لأنهاكم عن هذا الطعام ، وأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليكم لتؤمنوا به ، قال : فكذّبوني وردّوني ، فانطلقت من عندهم وأنا جائع ظمآن قد نزل بي جهد شديد ، فنمت ، فأتيت في منامي بشربة من لبن ، فشربت فشبعت
__________________
(١) مهملة بدون نقط بالأصل والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ذكره السمعاني وترجم له.