ورويت ، فعظم بطني فقال القوم : رجل من خياركم وأشرافكم ورددتموه ، اذهبوا إليه فأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي ، قال : فأتوني بطعامهم وشرابهم ، فقلت : لا حاجة لي في طعامكم وشرابكم ، فإن الله قد أطعمني وسقاني ، فنظروا إلى حالي التي أنا عليها ، فآمنوا بي ، وبما جئت به من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرتنا أم المجتبى العلوية ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا عبد الله بن سلمة البصري ، نا صدقة بن هرم القسميلي ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة قال :
بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى قوم ، فانتهيت إليهم ، وأنا طاوي (١) ، وانتهيت إليهم وهم يأكلون الدم ، فقالوا : هلمّ ، فقلت : إنما جئت أنهاكم عن هذا ، فنمت وأنا مغلوب ، فأتاني في منامي آت بإناء فيه شراب ، قال : خذ ، قال : فأخذته فشربته ، فكظّني بطني فشبعت ورويت ، فقال رجل من القوم : أتاكم رجل من سراة قومكم ـ يعني فلم تكرموه ولم تتحفوه ـ بمرق ، فأتوني بمذيقتهم (٢) ، فقلت : لا حاجة لي فيها ، قالوا : إنّا رأيناك تجهد ، فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٣) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو صادق العطار ، قالا : ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن عبد الله (٤) المنادي ، نا يونس بن محمّد المؤدب ، نا صدقة بن هرمز (٥) ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة قال :
بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى قوم فانتهيت إليهم وأنا طاوي وهم يأكلون الدم ، فقالوا : هلمّ ، فقلت : إنما جئت لأنهاكم عن هذا ، قال : فاستهزءوا بي ، وكنت بجهد ، فسمعتهم يقول بعضهم لبعض : أتاكم رجل من سراة قومكم ، فما لكم بدّ من أن تتحفوه
__________________
(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل بالدال المهملة ، والمثبت بالذال المعجمة عن القاموس ، والمديق : كأمير ، اللبن الممزوج بالماء (القاموس).
(٣) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٦ / ١٢٧ والحاكم في المستدرك ٣ / ٦٤١ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٣٨٦.
(٤) في البيهقي : عبيد الله.
(٥) تقرأ بالأصل «هزم» والمثبت عن البيهقي.