ولعلي الأوتاري الدمشقي في هذه الموقعة من قصيدة :
أحسن الله يا دمشق عزاك |
|
في مغانيك يا عماد البلاد |
وبرستاق نيربيك مع المز |
|
ة مع رونق بذاك الوادي |
وبأنس بقاسيون وناس |
|
أصبحوا مغنما لأهل الفساد |
طرقتهم حوادث الدهر بالقت |
|
ل ونهب الأموال والأولاد |
وبنات محجبات عن الشم |
|
س تناءت بهن أيدي الأعادي |
وقصور مشيدات تقضت |
|
في ذراها الأيام كالأعياد |
وبيوت فيها التلاوة والذك |
|
ر وعالي الحديث بالإسناد |
حرقوها وخربوها وبادت |
|
بقضاء الإله رب العباد |
وكذا شارع العقيبة والقص |
|
ر وشاغورها وذاك النادي |
أقام غازان بمرج الزنبقية من ضواحي دمشق. ثم عاد إلى بلاده تبريز وقرر في دمشق قبجق ولم يستفد إلا التخريب وقتل بعض جيشه وجيشي مصر والشام ، فلما بلغ العساكر مسير غازان عن الشام خرجوا من مصر وخرج السلطان إلى الصالحية ، ثم اتفق الحال على مقام السلطان بالديار المصرية ومسير سلار وبيبرس الجاشنكير بالعساكر إلى الشام فسارا بالعساكر ، وكان قبجق وبكتمر والالبكي قد كاتبوا المسلمين في الباطن وصاروا معهم ، فلما خرجت العساكر من مصر هرب قبجق ومن معه من دمشق وفارقوا التتر وساروا إلى مصر ، وبلغ التتر بدمشق ذلك فخافوا وساروا من وقتهم إلى الشرق ، ورتب جمال الدين أقوش الأفرم في نيابة السلطنة بدمشق ، وأقر سنقر في نيابة السلطنة بحلب ، وقطلوبك في نيابة السلطنة بالساحل والحصون ، والأمير كتبغا زين الدين المنصوري بحماة. وسار جمال الدين أقوش من دمشق وصحبته من الرجالة والفلاحين جمع كثير إلى جبال كسروان لقتال أهلها عقوبة لهم عما قدمت أيديهم مما كانوا فعلوه مع المسلمين وأخذ عددهم ، فدخل الكسروانيون تحت الطاعة وقرر عليهم جملة مستكثرة من المال فالتزموا به وحملوه وأقطعت ديارهم وأراضيهم.
وكان الأرمن لما وصل غازان بجموع المغول إلى الشام طمعوا في الأرجاء التي افتتحها المسلمون منهم وعجز المسلمون عن حفظها ، فتركها الذين بها من