في سنة (٨٧٢) أرسل سلطان مصر والشام عسكرا على شاه سوار فانكسر كسرة شنيعة وقتل وجرح كثير من أمراء المماليك ونهب أثقال الأمراء والعسكر قاطبة وعاد الذي سلم إلى حلب في أسوإ حال ، وقد قوي أمر سوار وتوجه إلى عينتاب وحاصر قلعتها ثم قوي عسكر سوار بما نهبه من عسكر الشام ومصر وكان جيشا جرارا فقوي عزمه على مداهمة حلب ، فجرد سلطان مصر تجريدة ثانية فكسرها عسكر سوار وفي هذه السنين كثر تبديل نواب حلب وفي شبه هذا قال ابن الوردي :
هذي أمور عظام |
|
من بعضها القلب ذائب |
ما حال قطر يليه |
|
في كل شهرين نائب |
وفي سنة (٨٧٥) تحرك حسن الطويل لأخذ الديار الحلبية وأظهر العداوة لسلطان الشام ومصر وقد طمع في عسكر مصر لما رأى من هزيمتهم وهزيمة الشاميين مرتين أمام شاه سوار ، واستظهر عليهم فثار السلطان لهذا الخبر وقصد أن يخرج إلى حلب بنفسه خصوصا لما بلغه أن سوارا استولى على سيس وقلعتها ، وأرسل السلطان إلى شاه سوار الأمير يشبك الدوادار الكبير وفوض إليه أمور البلاد الشامية والحلبية وغيرها وجعل له التصرف في جميع النواب والأمراء ما خلا نائب حلب ونائب دمشق ، ففلّ يشبك عسكر شاه سوار على نهر جيحان ، وقتل منهم جمهور كبير ، وأرسل سوار يطلب الصلح من الأمير يشبك وأن يكون نائبا عن السلطان في قلعة درنده وأنه يرسل ولده بمفاتيح القلعة فما وافق السلطان إلا أن يحضر سوار بنفسه ويقابل السلطان ، ثم قبض عليه في قلعة زمنوطو وحمل إلى مصر فقتله سلطان مصر هو وإخوته وأقاربه.
وخمدت فتنة سوار كأنها لم تكن بعد ما ذهبت فيها أموال وأرواح وقتل جماعة كثيرة من الأمراء وكسر الأمراء ثلاث مرات ونهب بركهم ، وانتهكت حرمة سلطان مصر عند ملوك الشرق وغيرهم ، حتى إن الفلاحين طمعوا في الترك و «تبهدلوا» عندهم بسبب ما جرى عليهم من سوار ، وكادت تخرج المملكة عن الشراكسة ، وقد أشرف سوار على أخذ حلب وخطب له وفي سنة (٨٧٧) جمع حسن الطويل ملك العراقيين جندا جرارا وزحف