ولائقة ، وسنعمل جهدنا وما في وسعنا لمساعدة اليهود أبدا ونتمنى لهم وطنا ينزلون فيه على الرحب والسعة. وإني أتطلع وشعبي أيضا إلى مستقبل نستطيع فيه أن نتبادل التعاون لتصبح الأصقاع التي نشترك في الاهتمام بها ذات مركز بين الأمم المتمدنة في العالم».
ولقد حدثني أحد أخصاء الملك فيصل أن الكولونيل لورنس قدم إليه كتابا بالإنكليزية وطلب منه أن يوقع عليه ففعل دون أن يعرف ما فيه لأنه كان موضع ثقته!. وعلى كل فالملك فيصل مسؤول سواء عرف ما تضمنه الكتاب أو لم يعرف ولكن إذا نظرنا أيام حكمه نجد أنه لم يفد الصهيونيين إلا باتخاذه حجة على رضى العرب عن الصهيونية.
وقد مرت الأيام واليهود يبذلون جهودهم لحل معضلة فلسطين المعقدة فلم يتوصلوا إلى حلّ مرضي لأن بعض الدول رفض قبول قواعد الرئيس ويلسون وبعضها تردد مساومة. وأخيرا اختلف اليهود والإدارة العسكرية في فلسطين وأظهروا أن فلسطين أرضهم وما على العرب إلا أن يرحلوا عنها ، فثارت ثائرة العرب وتمرد روحهم الوطني ووقفوا بالمرصاد للصهيونيين فاتفق أن كانت جماهير جبل الخليل قادمة إلى القدس للاشتراك في موسم النبي موسى سنة ١٩٢٠ فتحرش بهم اليهود تحرشا اعتبره أهل الخليل اعتداء فهاجموهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة.
وما كاد البرق يتناقل هذه الحادثة إلى سان ريمو حيث كان وزراء بريطانيا وفرنسا وإيطاليا مجتمعين لتقرير صورة المعاهدة التي ستقدم إلى تركيا والتي لم يكن فيها نص على فلسطين سوى أن تسلم بها تركيا إلى الحلفاء وهم يفعلون بها ما يرونه مناسبا. وقد كانوا ينوون تأجيل النظر في مسألتها وتعيين شكل حكومتها النهائي ولكن حوادث القدس التي ربما كانت مدبرة من اليهود أو الحكومة غيرت هذا المنهج وأسرع الحلفاء في تصفية الخلاف بينهم ، وبحثوا في فلسطين واعترفوا بمطالب الصهيونيين ، وأضافوا هذه الفقرة إلى المعاهدة المصدقة في سان ريمو :
توافق الدول الموقعة على هذه المعاهدة بموجب المادة ٢٢ من صك الانتداب وتعهد بإدارة فلسطين بالحدود التي ستقررها دول الحلفاء إلى دولة وصية تختار