بالعربية شكرا لكم على ما أسديتموه إليه من التكريم والتعظيم والتبجيل في مدينتكم المحروسة ، مما لم يسبق أن فعلتم مثله للملوك (١) أو السلاطين الذين حطوا ركابهم في هذا البلد من قبله. وها أنذا أتلو على مسامعكم ترجمة خطاب سعادته بالإنكليزية :
" إلى صاحب السعادة والشرف والي ليفربول ، وأعوانه ، وشعب هذه المدينة قاطبة أدامهم الله بالعز والإقبال".
" أما بعد فقد حقّ علينا أن نشكر لكم غاية الشكران على ترحابكم بقدومنا إلى مدينتكم المحروسة. وقد امتلأ قلبنا سرورا لمشاهدتكم والتمتع بأنسكم".
أجاب الشعب : حبّذا! حبّذا!
ثم استأنف الفقيه خطابه ، وقال : " قد هاجرت الحضارة والمعارف من بلادنا الشرقية إلى بلادكم الغربية منذ عهد قديم. ولما طال اشتياقنا إليها ، وأبت أن تعود إلى أوطاننا أتينا قاصدين حماها ، وطالبين عودها إلينا. وقد صمّمنا على نقل شيء منها ، وإن تعذر لدينا الحصول عليها برمتها. ونؤمل بأن يكون هذا الشيء القليل بمنزلة خميرة ، نضيفها إلى عجين النجاح في بلادنا ، فتخمر العجينة بأسرها ، وتترقّى زنجبار مع تمادي الزمان إلى درجة التمدن والعمران الذي نراه اليوم يزيّن بلاد الإنكليز السعيدة ، ويرفع مقامها بين الأمم".
أجاب الشعب ثانية : حبّذا! حبّذا!
ثم أردف الفقيه ، يقول : " ولا يخفاكم ـ أيها السادات ـ أنّ دولتنا قد حافظت على مودة الدولة البريطانية منذ مائة عام. وليس في قلبنا رغبة أشد من رغبتنا في المحافظة على هذه المودة نحن وأولادنا وخلفاؤنا من بعدنا إلى ما شاء الله".
أجاب الشعب ثالثة : حبّذا! حبّذا!
__________________
(١) أ : المحروسة ما لم تسبقوه إلى مثله وإكراما إلى الملوك