قال : «إنّ أم شريك يدخل عليها إخوتها من المهاجرين الأولين (١) ، انتقلي إلى ابن أم مكتوم ، فإنه رجل قد [ذهب](٢) بصره ، فإن وضعت من ثيابك شيئا لم ير شيئا» ، قالت : فلمّا حللت خطبني معاوية وأبو جهم بن حذيفة فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمّا معاوية فعائل لا شيء (٣) له ، وأما أبو جهم فإنّه رجل لا يضع عصاه على عاتقه ، أين أنتم عن (٤) أسامة» ، فكأن أهلها كرهوا ذلك ، فقالت : لا أنكح إلّا الذي دعاني إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنكحته [٧٦٢٩].
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، نا عبد الله بن محمّد ، نا أبو بكر بن أبي عاصم ، نا محمّد بن يحيى الباهلي ، نا يعقوب ـ يعني : بن محمّد ـ نا عبد الرّحمن بن أبان ، عن عبد الله بن الوليد ، عن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي الجهم ، قال : سمعت أبا الجهم بن حذيفة يقول :
لقد تركت الخمر في الجاهلية ، وما تركتها إلّا خشية الفساد على عقلي ومالي (٥).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل ، قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٦) ، أنا عمر بن سعيد بن أبي حسين ، حدّثني ابن سابط أو غيره أن أبا جهم بن حذيفة العدوي قال :
انطقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ومعي شنّة من ماء وإناء ، فقلت : إن كان رمق سقيته من الماء ، ومسحت به وجهه ، قال : فإذا أنا به ينشع (٧) فقلت له : أسقيك؟ فأشار أن نعم ، فإذا رجل يقول : آه ، فأشار ابن عمي أن انطلق به إليه ، فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص ، فأتيته ، فقلت : أسقيك؟ فسمع آخر يقول : آه ، فأشار هشام أن انطلق به إليه ، فجئته فإذا هو قد مات ، ثم رجعت إلى هشام فإذا هو قد مات ، ثم أتيت ابن عمّي فإذا هو قد مات.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا عبد الله بن عمر ، نا حفص بن غياث ، عن هشام بن عروة ، عن عروة قال :
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي المسند : الأول.
(٢) سقطت من الأصل وأضيفت عن م والمسند.
(٣) المسند : مال.
(٤) المسند : من أسامة بن زيد.
(٥) الإصابة ٤ / ٣٥.
(٦) الخبر في الزهد والرقائق لابن المبارك ص ١٨٥ رقم ٥٢٥ والإصابة نقلا عن ابن المبارك ٤ / ٣٥.
(٧) ينشع : يقال : نشع فلان نشوعا : إذا كرب من الموت ثم نجا (تاج العروس بتحقيقنا : نشع).